تناول التمر أثناء الحمل يقلص فترة المخاض إلى 8 ساعات و يقي من النزيف كشفت دراسة أجراها الدكتور محمد الهادي خنقي من مستشفى بن باديس الجامعي، بقسنطينة ، بأن النساء الحوامل اللائي يتبعن نظاما غذائيا متوازنا، مع تناول سبع حبات تمر يوميا، طيلة الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، من شأنه تقليص فترة المخاض إلى 8 ساعات، بدلا من 24 ساعة، كما يخفف من آلام الولادة و يقي من النزيف الحاد الذي يلي الوضع. الدكتور خنقي، أخصائي الطب العام و أمراض الكلى، أوضح أول أمس خلال ندوة علمية حول الخصائص الصحية و العلاجية للتمر ،و زيت الزيتون، نظمها المعهد الوطني للتكوين المتخصص لأسلاك الشؤون الدينية بقسنطينة، بأنه أجرى دراسة حول خصائص التمر العلاجية ،شملت عينة تتكون من خمس نساء حوامل دامت تسعة أشهر ،أي طيلة فترة حملهن ، حرص خلالها على تقديم نصائح لهن لكي يتناولن وجبات صحية، بالإضافة إلى سبع حبات تمر يوميا لكل حامل . نتائج الدراسة بينت ،حسب ما أكده الدكتور خنقي ،بأن التمر الذي يعد مكونا غذائيا هاما للمرأة الحامل، نظرا لغناه بمادتي البوتاسيوم و الحديد التي تقي من الإصابة بفقر الدم، يحتوي كذلك على مادة مقبضة للرحم ،تقوي عمل العضلات في الأشهر الأخيرة للحمل ،فتسهل الولادة، وهي مادة «الأوسيتوسين» التي يوازي مفعولها حقنة «السانتوسينون» الضرورية لتسريع المخاض. الباحث أشار إلى أن الإكثار من تناول التمر في المراحل الأخيرة من الحمل، يوفر هرمون «البيتوسين» الذي له خاصية تنظيم الطلق، وبالتالي يجنب الحامل أخذ حقنة «السانتوسينون» الضرورية لتسريع المخاض، و التي تعد خطيرة كونها قد تجعل مهمة التحكم في حالات النزيف الحاد صعبة. بالإضافة إلى الخصائص الصحية المذكورة ،فإن التمر يساهم في التحكم في نسبة السكري و تخفيض ضغط الدم، فضلا عن احتوائه على مواد ملينة تنظف القولون ، ما يسهل عملية الولادة. و أكد المختص من جهة أخرى، بأن مكونات التمر، و بالأخص البلح الطري، تحمي الجنين خلال الثلاث أشهر الأولى من الحمل التي تشهد نمو جهازه العصبي، حيث يساهم حمض «الفوليك» في تجنب بعض الأمراض و التشوهات الشائعة عند الأجنة ،على غرار مرض «سبينا بيفيدا». الدكتور خنقي أوضح أيضا خلال محاضرته، بأن للتمر فوائد عديدة أخرى،نظرا لاحتوائه على الكثير من الفيتامينات ،والبروتينات، والسكريات، التي تساعد على تشكل الجنين،فهو غني بسكر الفركتوز الذي يشكل مصدر للطاقة في جسم الإنسان، والحديد، والفيتامينات التي تمنع فقر الدم، وتعمل على تقوية الأعصاب والعضلات، و يحتوي كذلك على الكثير من البروتينات سهلة الهضم، و نسبة عالية من الألياف المفيدة للأمعاء ، و بعض المضادات الحيوية التي تمنع الالتهابات. وجود كل هذه العناصر في التمر، تؤدي ،كما قال الطبيب ،إلى نمو سليم للجنين داخل الرحم، وتمده بما يلزمه من عناصر غذائية عن طريق المشيمة. ختم الأخصائي مداخلته باقتراح استغلال خصائص التمر الصحية لأغراض علاجية، من خلال تركيب أدوية مستخلصة من مكوناته الأساسية ،تساعد الحوامل على تخطي فترة الحمل، دون مخاطر، مشيرا إلى أنه قد ضبط تصورا مبدئيا لإمكانية تطبيق نتائج بحثه، دون إغفال الشق المتعلق بدراسة التكاليف المادية للمشروع.