ندرة في دواء "السانتوسينون" و عشرات الحوامل مهددات بالموت أو العقم تواجه عشرات النساء الحوامل خطر الموت أو فقدان الرحم، بسبب ندرة حادة سُجلت منذ نحو أربعة أشهر في دواء "السانتوسينون" الضروري في مرحلة المخاض، و ذلك بعد أن نفد مخزون أغلب مستشفيات و عيادات قسنطينة، من هذا الدواء المستورد. «السانتوسينون» ضروري للتكفل بالنساء الحوامل ممن يواجهن صعوبة عند الوضع و يُعد، حسب أطباء مختصين، محفزا فعالا لتقلصات جدار الرحم لإيقاف حالات النزيف الحاد التي قد تحدث أثناء الولادة العسيرة، حيث تعطى جرعتين منه على الأقل للمريضة، و قد يؤدي عدم حقنه في الوريد إلى حدوث مضاعفات خطيرة، يمكن أن تنتهي بإجراء عملية ولادة قيصرية لإنقاذ الجنين أو بالنزع النهائي لرحم المرأة تجنبا لاستمرار النزيف و موت المريضة. و رغم إلزامية توفير هذا الدواء إلا أن عيادة التوليد بسيدي مبروك التي تستقبل يوميا 70 حاملا من أغلب ولايات الشرق، تشهد منذ حوالي 5 أشهر نقصا كبيرا في مخزونه، ما اضطر أهالي النساء الحوامل للبحث عنه في الصيدليات و مستشفيات البلديات الأخرى كالواقعة بالمدينة الجديدة علي منجلي و زيغود يوسف و حتى خارج الولاية، حيث أكد لنا أطباء أنهم أصبحوا ينصحون المريضة قبل الدخول، بجلب علبة على الأقل من "السانتوسينون" تحسبا لحدوث تعقيدات أثناء الولادة، خاصة و أن مخزون العيادة قد ينفذ في أية لحظة. الوضع لا يختلف عنه كثيرا بمصلحة الأمراض النسائية في المستشفى الجامعي ابن باديس، بحيث وقفنا في جولة بداخلها على أن "السانتوسينون" يكاد يكون مفقودا تماما، حيث تتوفر كميات جد محدودة منه، مقابل العدد الهائل للوافدات يوميا و من 17 ولاية، إلى مصلحة سجلت، حسب ما أكدته مصادر من داخلها، قرابة ألفين حالة ولادة الشهر الماضي فقط، ما يضطر الطاقم الطبي في كثير من الأحيان إلى الاستنجاد بعلب الدواء لبعض المريضات اللاتي تمكنّ من الولادة الطبيعية دون الحاجة إلى استعماله. و ما زاد من معاناة الحوامل هو عدم توفر الدواء في أغلب الصيدليات لكونه دواء استشفائيا يستورد عادة من قبل الصيدليات المركزية، ما جعل أهاليهن يدخلون في رحلة بحث طويلة عنه شملت بعض الولايات المجاورة، رغم أن ثمن علبة من "السانتوسينون" تحتوي على ثلاث قنينات صغيرة، لا يتعدى 200 دينار، الأمر الذي خلق تذمرا كبيرا في أوساط ذوي الحوامل، الذين اعتبروا عدم اتخاذ إجراءات استعجالية للقضاء على هذه الندرة تلاعبا بصحة الأم و الجنين. مديرعيادة التوليد بسيدي مبروك اعترف بوجود نقص في دواء "السانتوسينون" و قال أن سببها تسجيل ندرة وطنية، لكنه أكد أن ذلك لم يمنع الطاقم الطبي من التكفل الأمثل بالنساء الحوامل باستعمال الكميات المحدودة التي تجلب أسبوعيا من الصيدلية المركزية بعنابة، نافيا اشتراط شرائه على المريضات، قبل أن يضيف أنه قد تمت مراسلة وزارة الصحة لأكثر من مرة حول هذه الندرة. أما مسؤولة الصيدلية المركزية بمستشفى زيغود يوسف فقد أكدت أن الدواء متوفر حاليا وبقدرسمح لمصالحها بإعارته للمستشفى الجامعي الذي تُحول إليه أغلب الحالات المعقدة، و قد حاولنا الاتصال لأكثر من مرة بمسؤولة الصيدلية المركزية به لتلقي توضيحات أكثر عن الموضوع لكننا لم نتمكن من ذلك.