قال وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس أمس بالعاصمة أنه يتعين على الضمير الإنساني الضغط على الجهات المسؤولة عن التجارب النووية في صحراء الجزائر حتى تقدم كافة المعطيات المادية والنظرية حول هذه التجارب لمعرفة حقيقتها ومواجهة آثارها. وأوضح الوزير خلال افتتاح الندوة التاريخية الثانية حول آثار التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء، أن الجزائر تواجه صعوبات عملية للتخلص من تبعات هذه التفجيرات ولا تستطيع مع واقع الحال أن تواجه بمفردها هذه المعضلة إذ يستعصي عليها - كما أضاف- انجاز مشاريع تنموية في المناطق المتضررة من هذه التجارب النووية. وفي حديثه عن الآثار الوخيمة للتفجيرات النووية الفرنسية، ذكر السيد عباس أنه فضلا عن الطابع الإجرامي لهذه التجارب التي قامت بها السلطات الاستعمارية الفرنسية آنذاك بوصفها خرقا لحقوق الإنسان، وما خلفته من تشوهات خلقية على وجوه وأجساد مواطنين، ومن حالات سرطان معقدة وعاهات بدنيه، فقد خلفت هذه التجارب أضرارا جسيمة على البيئة والزراعة والحيوانات. وأشار إلى ان هذه التجارب أجرتها فرنسا في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تقوم بحرب تحريرية عادلة مؤكدا أن الثورة "لم تفوت أن تستنكر وتندد بما حصل تعبيرا عن رفض الشعب الجزائري لإبادة البلاد والعباد". ومثلما بين الوزير، فإن المستعمر استهتر بالأرواح البشرية لآلاف الجزائريين ممن كانوا بعين المكان من البدو الرحل والسجناء وحتى جنود فرنسيين حيث استعملهم كفئران مخبرية لقياس أبعاد التجارب النووية ودراسة آثارها المدمرة.ي سياق متصل، أكد السيد محمد الشريف عباس أنه بإمكان الجزائر اقتناء التكنولوجيا اللازمة لإزالة الإشعاعات بالمواقع التي تعرضت للتجارب النووية لكن ليس في الوقت الحالي. مشيرا إلى ان هذه العملية تتوقف على المختصين والعلماء وقد تحتاج إلى بعض الوقت. السيد عباس الذي انتقد بشدة امتناع سلطات الإحتلال عن تقديم شروحات وخرائط تبوغرافية ومعلومات لقياس مستوى الإشعاعات للتقليل من أضرار هذه التجارب، نوه بأهمية الندوة التي تحتضنها الجزائر في طبعتها الثانية، وقال أنها ستساعد في فتح آفاق جديدة في مجال توسيع العناية بالموضوع لإيجاد حلول ذات نجاعة شجاعة ومسؤولة في التشخيص العلمي للظاهرة وتحليل نتائجها. وأضاف "إننا نريد للرأي العام الوطني والدولي أن يعرف الأضرار المباشرة والمستترة واللاحقة التي ستستمر في تكريس هذا الأذى.