افتتاح أيام الفيلم الملتزم بشريط وثائقي حول القضية الصحراوية افتتح مساء أول أمس فعاليات المهرجان الدولي الخامس للسينما بالجزائر بعرض فيلم وثائقي حول القضية الصحراوية «أطفال الغيوم : المستعمرة الأخيرة» للمخرج الإسباني ألفارو لونغوريا، بحضور ملفت لمبدعين في الحقل السينمائي من الجيلين المخضرم والجديد، إلى جانب أصحاب الأعمال المبرمجة للمنافسة الرسمية وعددها 16 فيلما، بين الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية. وخلال إعطائها إشارة انطلاق فعاليات هذه التظاهرة التي تدوم إلى غاية يوم 18 من شهر ديسمبر الجاري، في قاعة الموقار بالعاصمة، أوضحت زهيرة ياحي محافظة مهرجان الجزائر للسينما، " أيام الفيلم الملتزم" أن المهرجان يرمي إلى الترويج للسينما الملتزمة، التي اعتبرت لسنوات نوعا تجاوزه الزمن، ذلك لأنها لم تستفد من كل الوسائل الفنية لتعبر عن مضامينها، أو لأن العالم لم يكن سيئا كما هو عليه اليوم››، مبرزة بأن " الصراعات المستمرة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، والتعصب والظلم الصارخ، والتهديدات الإيكولوجية كلها مواضيع منحت لهذه السينما أسبابا جديدة وقوية لمواصلة مسيرتها وتطوير أدواتها الفنية والتقنية، الأمر الذي أفضى إلى تقديم أعمال إبداعية راقية ناجحة اندمجت مع شبكات التوزيع" فيما أشارت إلى العلاقة الحميمية التي تربط الجزائر بالفن السابع منذ ظهور أولى صوره. و قد حرص المنظمون على اختيار الفيلم الوثائقي «أطفال الغيوم : المستعمرة الأخيرة» الذي تدور أحداثه حول قضية الصحراء الغربية، ليكون افتتاحيا للمهرجان لما للقضية الصحراوية العادلة من رمزية كونها تمثل آخر مستعمرة في القارة السمراء، وقد حاول المنتج و الممثل الإسباني خافيير باردم في هذا الشريط" تعبئة الرأي العام في إسبانيا و الولاياتالمتحدة من أجل استقلال الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب". الفيلم الذي أنتج سنة 2012 يصور رحلة خافيير بارد إلى الجزائر و بالضبط إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تيندوف سنة 2008 في إطار المهرجان الدولي لسينما الصحراء الغربية إلى غاية تدخله سنة 2012 أمام لجنة تصفية الاستعمار لمنظمة الأممالمتحدة، وهو العمل الذي يتضمن شهادات لمسؤولين بجبهة البوليزاريو و لاجئين و مناضلين من أجل حقوق الإنسان و شخصيات إعلامية و دبلوماسية و سياسية من أوروبا و الولاياتالمتحدة. ويسلط هذا الفيلم عن بداية الاحتلال المغربي للصحراء الغربية التي كانت مستعمرة إسبانية مع التركيز على تواطؤ الغرب و معاناة الشعب الصحراوي، فيما خصص الجزء الأخير من هذا الشريط الممتد على مساحة زمنية ب 81 دقيقة،لفضح التعذيب و القمع الممارس من قبل الشرطة المغربية في الأراضي الصحراوية المحتلة و أيضا لإبراز مسألة توسيع عهدة بعثة "المينورسو8ب " لتشمل حقوق الإنسان. تجدر الإشارة إلى أن حفل افتتاح الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي لسينما الجزائر تميز من جهة أخرى بعرض شريط إعلاني لمجموع الأفلام ال16 المشاركة في المنافسة الرسمية (ثمانية أفلام وثائقية و ثمانية أفلام خيالية) والتي تتنافس على الجوائز الثلاث للمهرجان وهي التي ستمنح في كل فئة (جائزة لجنة التحكيم و الجائزة الخاصة و جائزة الجمهور) ، أعدّه المخرج الجزائري مؤنس خمار، وتعرف الحضور على أعضاء لجنتي التحكيم الخاصة بالطبعة الخامسة للتظاهرة، وأسندت رئاسة لجنة الحكم في فئة الفيلم الروائي الطويل للمخرج الجزائري جمال بن ددّوش، ويرأس لجنة الأفلام الوثائقية السينمائي الجزائري محمد شريف بقة.