الغاز يبيد عائلة من أربعة أفراد بقسنطينة اهتز حي المالح المجاور لمنطقة بن الشرقي بقسنطينة، على وقع مأساة اكتشاف جثث عائلة صغيرة تتكون من زوجين و طفلين وجدت في حالة متقدمة من التعفن، بسبب وفاتهم قبل أسبوع إثر استنشاقهم ليلا لغاز الكربون المنبعث من سخان الماء. الضحايا و هم الأب "ب.ع" البالغ من العمر 36 سنة و الزوجة "ل.أ" و عمرها 28 سنة إضافة إلى طفليهما لقمان و ياسر البالغين من العمر 6 و 4 سنوات، تدخل أعوان الحماية المدنية في حدود الساعة العاشرة من ليلة أمس الأول رفقة رجال الأمن و الشرطة العلمية لمعاينتهم و نقل جثثهم إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن باديس، بعد أن توفوا حسب بيان صادر عن الحماية المدنية إثر استنشاقهم لغاز أكسيد الكربون المنبعث من سخان الماء برواق المنزل غير الموصول بمدخنة و من مدفأة تعمل بقارورة غاز البيتان كانت متواجدة بغرفة النوم.الجثث نقلت من داخل مقر السكن المتواجد ببناية تتألف من طابقين، و ذلك بعد أن تم كسر نافذة المنزل استجابة لبلاغ تقدم به أحد الأقارب من ولاية غرداية التي ينحدرون منها، بعد أن راودته شكوك لعدم اتصالهم بأهلهم خلال فترة العيد و عدم عودة الأب لمزاولة عمله في محل لبيع مواد الترصيص المتواجد في نفس الحي و الذي يعمل فيه كأجير عند أبناء عمومته، كما أثار عدم توجه الأب الضحية لاقتناء كبش العيد الذي دفع ثمنه قبل الحادثة، استغراب بائع المواشي الذي توجه بدوره إلى أقاربه للاستفسار عن الأمر. الجيران الذين وجدناهم في حالة من الذهول بالقرب من مكان الحادثة الذي امتلأ برائحة التعفن، قالوا بأن الضحايا تعودوا على غلق جميع منافذ بيتهم بإحكام و هو ما يؤكدون أنه تسبب في المأساة، مضيفين بأن شكوكا كانت قد راودتهم بعد انبعاث رائحة كريهة من منزل الضحايا، غير أنهم ترددوا في إبلاغ الشرطة لاعتقادهم بأن العائلة ذهبت كعادتها لقضاء عيد الأضحى في ولاية غرداية، كما قالوا بأن قلة احتكاكهم بالعائلة المذمورة أثناهم عن المبادرة.الزوج الذي استأجر مسكنه رفقة عائلته الصغيرة قبل سنتين تقريبا، كان حسب محدثينا ينوي قضاء هذا العيد بمنزله على غير العادة لكي لا يعيق ابنه لقمان الذي يدرس في السنة الأولى ابتدائي عن مزاولة الدراسة يوم الخميس الذي يعقب عيد الأضحى. لكن يد القدر كانت اقرب إلى الأب والابن وحرمت الجميع من الدراسة ومن العيد. هذا و من المنتظر أن يوارى الضحايا التراب في مسقط رأسهم بغرداية في الأيام المقبلة.