الجزائر محطة لتدويل قضية المساجين الفلسطينيين والدفاع عن حقوقهم بلخادم: حان الوقت للضمير العالمي أن يكشف الوضع الخطير الذي يعيشه الأسرى دعا المشاركون في الملتقى العربي والدولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذي انطلقت أشغاله أمس بالجزائر إلى جعل هذا الأخير محطة وقاعدة لإطلاق حملة دولية لنصرة الأسرى وتدويل قضيتهم وجعلها قضية أممية وإنسانية في جميع الهيئات الدولية. افتتحت أمس بقصر الأمم بنادي الصنوبر بالعاصمة أشغال الملتقى العربي والدولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة و بمشاركة أكثر من 1200 مدعو عدد من بلدان العالم ، وقال عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجهة المشرفة على تنظيم الملتقى في كلمة له انه حان الوقت للضمير العالمي أن يصحو وان يكشف عن الوضع الخطير الذي يعيشه الأسرى الفلسطينيون لان الأغلبية العظمى من شعوب العالم تحس في أعماقها بالإهانة لما يتعرض له هؤلاء الأسرى.وأضاف المتحدث بالمناسبة قائلا أن الملتقى هذا له أكثر من دلالة، فإلى جانب بعده السياسي والإنساني فهو يرمز إلى عدم قدرة المجتمع الدولي على حل الكثير من المشاكل ورفع التحديات التي تمكنه من تطبيق القانون الدولي، وواصل يقول أن الوضع الذي يعيشه الأسرى يحتم علينا تبليغ انشغالاتهم للعالم.وانتقد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني تناقضات الهيئات الدولية والكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالإنسان الفلسطيني، مشيرا أن مسألة التضامن مع الأسرى ليست قائمة على اعتبارات دينية أو عرقية بل مسألة قائمة على الشرعية الدولية وتطبيق القانون والمواثيق الدولية في هذا المجال، مجددا موقف الجزائر الداعم للشعب الفلسطيني وموقف الآفلان الملتزم بالدفاع عن القضايا العادلة في العالم. و أعلن بلخادم عن السعي لإنشاء شبكة دولية لمتابعة أحوال الأسرى ولجنة للحكماء تنشط على مستوى الهيئات الدولية لتحجيم النفوذ الإسرائيلي والتعريف بالمأساة الفلسطينية.وبعد إنهاء كلمته تسلم عبد العزيز بلخادم درع الشهيد الفلسطيني باسم الشعب الفلسطيني من طرف احد قياديي منظمة التحرير الفلسطينية الذي أكد أن الوحدة الفلسطينية هي وحدها الكفيلة بتحرير الأسرى.وفي سؤال عن عدم بعث رئيس الجمهورية برسالة للملتقى كما بين في البرنامج العام قال بلخادم المهم أن يتكلم واحد باسم الجزائر سواء أكان رئيس الجمهورية أو حزب جبهة التحرير الوطني.وقد شهدت الجلسة الافتتاحية التي دامت إلى غاية الثانية بعد الزوال تدخل عددا من الشخصيات العالمية منهم رمزي كلارك وزير العدل الأمريكي الأسبق الذي لم يتمكن من حضور الملتقى فبعث برسالة للمشاركين أشاذ فيها بالدور الذي تلعبه الجزائر في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقضايا العادلة الأخرى، كلارك سيرأس في مارس المقبل ندوة عالمية كبيرة حول ملاحقة مجرمي الحرب على العراق بمناسبة الذكرى الثامنة لغزو هذا البلد، ثم تناوب على المنصة النائب البريطاني الأسبق جورج غالاوي صديق القضية الفلسطينية والقضايا العربية الذي قال انه لا توجد ولو حكومة عربية واحدة حسب وثائق ويكليكس طلبت من أمريكا الضغط على إسرائيل لإنهاء معاناة الفلسطينيين.وقبل هذا قال معن بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والمشارك في تنظيم المؤتمر أن الجزائر لا يمكن أن تكون أرضا للتطبيع مع العدو الصهيوني، وطالب بإطلاق حملة عالمية لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال كل الاحتلال ( فلسطين والعراق وأفغانستان) واعتبر الملتقى دعوة لإطلاق مناخ الحرية في العالم العربي وفي كل العالم، ومن جهته شدد عبد العزيز السيد رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى على الوحدة الفلسطينية التي يجسدها اليوم الأسرى، ولفت انتباه الجميع لمعاناة الأسرى العراقيين أيضا.وتدخل أيضا كل ممثلو الفصائل الفلسطينية وممثلو العديد من بلدان العالم والمناضلين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، وأشاد هؤلاء جميعا بالمبادرة التي قامت بها الجزائر لرفع صوت الأسرى الفلسطينيين إلى العالم بأسره داعين إلى جعل هذا الملتقى خطوة نحو تدويل قضية الأسرى وجعلها قضية أممية.ونشير انه عند افتتاح الأشغال احتج بعض ممثلي الأسرى المحررين مما أسموه تهميشهم من تناول الكلمة فتدخل عبد العزيز بلخادم ليقول لهم أن الكل مبرمج لتناول الكلمة خلال الأشغال.وتواصل الملتقى في المساء بالسماع لشهادات أسرى سابقين وشهادة عن اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية قدمته زوجته عبلة سعدات ومداخلات أخرى قانونية وإعلامية.