الحاجة الزهوانية ترقص السينمائيين العرب خارج النص وتضاريس الفيلم وتعرجات السينما العربية كانت النغمة الوهرانية بصوت الزهوانية المتميز تسري في مناخات حبست معها أنفاس صناع السينما العرب الذين رقصوا وتمايلوا مع ايقاعات الأورغ في ليلة حولت الباهية الى بلورة من الأضواء الزاهية. الزهوانية كسرت ثقل أيام الفيلم والمناقشات في ليلة غابت عنها نجوم السماء وفتحت المجال لنجوم السينما العرب الذين سهروا مع الأغنية الوهرانية، حيث كانت الفنانة الزهوانية نجمة طلت من المكتبة البلدية لتضفي جوا آخر على مهرجان الفيلم العربي. اليوم الخامس من فعاليات مهرجان السينما العربية كان عبارة عن فسحة في رحاب الأغنية الرايوية من عبق سيدي الهواري، ضيوف المهرجان من السينمائيين العرب أرقصتهم ايقاعات الزهوانية التي ظهرت منتشية على المنصة وهي تشاهد الممثلين والمخرجين متفاعلين حيث أرقصتهم بأغانيها المعروفة التي تميز النمط الغنائي المحلي للباهية وهران، وقد تواصلت السهرة حتى ساعة متأخرة من الليل حيث انبعثت من المكتبة البلدية أنغام الزهوانية التي كسرت وجوم الليل وأبعدت الكرى عن عيون الفنانين العرب الذين انبهروا بعذوبة وأنغام موسيقى الراي التي زادها ألقا صوت المطربة الزهوانية. وقبل ذلك كانت قاعة السينماتيك على موعد مع ندوة فنية حول دور الموسيقى التصويرية في العمل السينمائي نشطها الفنان صافي بوتلة بحضور متميز لمختصين في المجال الموسيقي مثل الأستاذ عبد القادر بن دعماش مدير المهرجان الوطني للأغنية الشعبية، والملحن التونسي ربيع الزموري والموسيقي السوري رضوان نصري. وقد تطرق المتدخلون للمشاكل التي تواجه الموسيقى التصويرية في الفيلم العربي مبرزين دورها في استقطاب الجمهور. وتناولت بعض المداخلات مدى تأثير ودعم الموسيقى التصويرية. ويرى البعض أن الفيلم لا يحتاج فقط الى الديكور والمشاهد الخارجية والصور المكثفة للمكان، وإنما أيضا للايقاع الموسيقي الذي يمكن أن يعطي للصورة لغة شفافة، وهذا ما أكده السيد بن دعماش وأيده معظم المتدخلين. وفيما يخص برنامج العروض السينمائية، فكانت قاعة سينما المغرب على موعد في حدود السابعة مساء مع الفيلم العراقي "ابن بابل" للمخرج محمد الدراجي وهو الفيلم الذي تم تصويره حسب المنتج ثلاثة أسابيع بعد سقوط بغداد، حيث يصور مأساة طفل لا يتعدى عمره ال 12 سنة، وهو كردي يتيه في رحلة بحث عن والده المختفي منذ عشر سنوات، الطفل الذي كانت ترافقه جدته اجتاز محن ومخاطر في طرق صحراوية قاحلة والتقى بأناس يتقاسمون معه نفس المسعى، فالجميع يبحث عن شخص أو قريب مفقود.. وتركز الكامرا على مناظر مرعبة خلفتها همجية المستعمر الذي قضى على الأخضر واليابس، يصل الطفل أحمد وجدته لجنوب بابل ويلتقيان هناك بشخص وجههما الى البحث في المقابر الجماعية، في إشارة من مخرج الفيلم الى أن أغلب حالات الاختفاء مصيرها هو الموت على أيدي الجنود الأمريكيين وينتهي الفيلم بصور مؤثرة للغاية.