إتهم الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، "عصابات ملثمة" بإثارة الشغب والتشويش وإلحاق الأضرار بالأملاك العامة والخاصة في أحداث وصفها بالعنيفة والدامية في إشارة إلى أعمال الشغب التي تشهدها بعض المناطق في تونس. واعتبر الرئيس التونسي في خطاب ألقاه يوم الإثنين، أن تلك الأحداث "وراءها أياد لم تتورع عن توريط أبناء تونس من التلاميذ والشباب العاطل وتحث على الشغب والخروج إلى الشارع بنشر شعارات اليأس الكاذبة وافتعال الأخبار الزائفة". وان لم يذكر أصحاب هذه الأيادي بالإسم، فانه ابرز أن تلك الأيادي استغلت بدون أخلاق حدثا وقع في ولاية سيدى بوزيد للإعتداء ليلا على مؤسسات عمومية وحتى على مواطنين في منازلهم في عمل إرهابي لا يمكن السكوت عنه". وشدد الرئيس بن علي في الخطاب الثاني له منذ إندلاع الإحتجاجات الإجتماعية في التاسع عشر من شهر ديسمبر الماضي على ان تلك الأحداث هي من " أعمال قلة من المناوئين الذين يغيظهم نجاح تونس". واذ اتهم الرئيس بن علي من وصفهم بقلة من المناوئين والمغالطين الذين "ركبوا "موضوع البطالة ووظفوا حالة يأس فردية فانه ابرز ان هذه القلة المناوئة تبقى ضمائرها مأجورة وهي على كف أطراف التطرف والإرهاب التي تسيرها من الخارج. وفي معرض حديثه عن المستجدات التي عرفتها بلاده خلص الرئيس زين العابدين بن علي الى القول ان العدالة أخذت مجراها للتحقيق في ظروف وملابسات هذه الأحداث وتحديد المسؤوليات فيها. ومن جهة أخرى، أعلن الرئيس التونسي عن عدة اجراءات وقرارات ترمي الى دعم التنمية في البلاد بما يوفر المزيد من مناصب العمل متعهدا بمضاعفة طاقة التشغيل للحد من ظاهرة البطالة خلال سنتي 2011 و2012 لتصل إلى 300 ألف منصب شغل تساهم في توفيرها الدولة والقطاع العام والخاص بالإضافة إلى التزام الاتحاد التونسي للتجارة والصناعة بتوفير نحو50 ألف منصب شغل جديد . وتجدر الاشارة الى ان تونس تعيش منذ ثلاثة اسابيع على وقع إحتجاجات إجتماعية إندلعت في التاسع عشر من شهر ديسمبر الماضي في مدينة سيدي بوزيد بسبب تفشي البطالة وهي الاحتجاجات التي لم تهدأ لغاية الآن مما تسبب في مقتل وجرح العديد من الأشخاص.