يناقش المشاركون في ملتقى الطب العام الذي تتواصل أشغاله هذا السبت بولاية الوادي في يومها الثالث والأخير عدة جوانب ذات صلة بسبل التكفل ببعض الأمراض ذات العلاقة بالطب العام. ومن بين الحالات المرضية التي بحثها الأطباء الممارسون الحاضرون خلال أشغال هذا اللقاء الطبي حالة "الصدمة النفسية" و كيفية تكفل الأطباء العامين بالمصابين بها. وأبرز الطبيب العام بن حويذقة قويدر من ولاية سيدي بلعباس في هذا الصدد في مداخلته أهمية التحضير النفسي للمصابين من الصدمات النفسية في أوقات الكوارث و الأحداث الكبرى وذلك عن طريق جلسات منتظمة. وأوضح ذات المحاضر إلى "أن المصابين بجروح جسدية خلال الكوارث فإن جروحهم تكون نفسية في نفس الوقت وهذا ما يجعل من الضروري التكفل بهم من الناحية النفسية أيضا". ويرى السيد بن حويذقة "أن التكفل بهذه الفئة من المرضى في أوقات الكوارث أو الأحداث الكبرى لا ينبغي أن يقتصر على الضحايا فقط حيث من الضروري التكفل أيضا بالمتدخلين في مثل هذه الظروف على غرار أفراد الحماية المدنية وبعض الأسلاك الأخرى المتدخلة". وشدد نفس المتدخل في نفس السياق "على ضرورة الاستقبال الجيد لضحايا الصدمات النفسية من أجل التخفيف عنهم و تبديد الآلام التي يشعرون بها وتمكينهم من التحدث على اعتبار أن ذلك هو بداية لتبديد آلامهم". ويرى السيد حويذقة بقوله "أن جلسات الحديث مع المصابين بالصدمات النفسية من شأنها أن تسمح في نفس الوقت بتقصي المعلومات و وضع إحصائيات حول الوضع العام الذي يرافق حدوث الكوارث الكبرى". ولم يقلل نفس المتدخل من أهمية الأدوية في التكفل بالمصابين بالصدمات النفسية حيث أشار في هذا الخصوص إلى ضرورة توفرها في مثل الظروف المشار إليها وذلك فضلا عن أهمية الحضور الذي يعكسه تواجد الطواقم الطبية و الأثر الإيجابي الذي يخلفه ذلك في نفسيات المصابين. ومن جهته تطرق السيد قلو محمد الغني الطبيب بمصلحة الطب الشرعي بمستشفى "فرانتز فانون" بالبليدة ة في مداخلته إلى موضوع الشهادات الطبية من حيث أنواعها و كيفية تحريرها. وأكد المتدخل على ضرورة تحقيق جودة كبيرة عند تحرير الشهادات الطبية من جانب الأطباء العامين مشيرا إلى وجود عدة أنواع من الشهادات الطبية في ميدان الطب العام. كما تضمنت مداخلة ذات الطبيب الشرعي الكيفيات التي يتم من خلالها التعامل مع الشهادات الطبية الممنوحة في حالات الوفاة لا سيما من حيث طبيعة الوفاة (عادية أم غير عادية). وأشار السيد قلو إلى كون كيفية التعامل مع منح الشهادات الطبية الخاصة بالوفيات تتطلب الحذر من جانب الأطباء فضلا عن الفحص الجيد للجثة و استقاء المعلومات حول المتوفى من محيطه العائلي القريب ومعرفة دقائق ماضيه الطبي. هذا وتناول المشاركون في أشغال اليوم الأول والثاني من هذا الملتقى عدة موضوعات أخرى ذات صلة بالطب العام وشملت الضغط الدموي و المستحدثات العلاجية المرتبطة بهذا المرض وتسيير عيادة الطبيب العام ودور الجمعيات العلمية في تنمية الفكر الصحي لدى المجتمعات والأمراض العصبية والعقلية ومرض التهاب الكبد الفيروسي. كما تتواصل أشغال هذا اللقاء أيضا على مستوى عدة ورشات تقنية إحداها حول العلاجات الجماعية في الطب النفسي و الثانية حول الإنترنيت في المجال الطبي. للتذكير فإن أشغال هذا الملتقى الطبي في دورته الثالثة ينظم بمبادرة من الجمعية الولائية للممارسين الطبيين الخواص بالوادي تحت شعار "واقع وآفاق الطب العام في الجزائر". وتشهد أشغال هذه التظاهرة العلمية التي كانت قد انطلقت يوم أول أمس الخميس بدار الثقافة حضور نحو 400 مشاركا من الأطباء العامون ومن المنتظر أن تتوج بإصدار عدة توصيات.