تطمح ولاية تيزي وزو من خلال تطبيقها لمخططها المتعلق بالتهيئة السياحية إلى ترقية الاستثمار السياحي على مستوى مناطقها الداخلية و ذلك بهدف إعادة الاعتبار لطابعها السياحي الذي كان مقتصرا حتى يومنا هذا في النشاطات البحرية. و قد استفادت الولاية في إطار مخطط خاص للتهيئة السياحية من برنامج سيساعدها حسبما استفيد من مدير القطاع على تجاوز مفهوم السياحة البحرية الذي يرتبط بوسم محدود خلال السنة ليتعداه إلى محاولة تثمين الإمكانيات الهائلة المتوفرة في مناطقها الداخلية التي تشمل على 1400 قرية مرفقة بموروثات محلية مختلفة و مواقع طبيعية و تاريخية شتى بالموازاة مع إرث حرفي تقليدي متميز تشكل كلها مجتمعة " الروح الحقيقية للولاية و أحسن واجهة لها " حسب تأكيد لحمر. و يرمي هذا البرنامج في مرحلة أولى إلى إنشاء أربعة مناطق توسع سياحية جبلية بغابة ياكوران والمحطة المناخية لتلا إيلاف (بأعالي جرجرة) و فج تيروردا (بدائرة إيفرحونان) و بلدية بونوح حسب توضيح المصدر الذي أفاد بانتظار إطلاق دراسات التهيئة الخاصة بهذه المناطق الأربعة خلال العام الجاري. بالموازاة مع هذه العملية يزمع القائمون على القطاع على إعادة الاعتبار للمحطة المناخية و الرياضات الشتوية لتالا إيلاف التي ساهمت فيما مضى في صنع شهرة المنطقة وطنيا سيما خلال ثمانينات القرن الماضي بالنظر لاحتوائها على ثروات نباتية و حيوانية فريدة من بينها أشجار الأرز العريقة التي منحت اسمها لفندق" الأرز" المتواجد على علو 1600 متر و الذي تعرض لحريق كبير خلال العشرية السوداء. كما يتضمن ذات المخطط السياحي فكرة إدراج عدد من الهياكل السياحية و الترفيهية على مستوى سد تاقسبت ( 180 مليون متر مكعب) المتواجد بالضاحية الجنوبية لتيزي وزو من خلال إنشاء على سبيل المثال موقع للتخييم مجهز بكل المرافق الضرورية و فضائين للترفيه من خلال إدراج النشاطات المائية حسب المصدر. كما يرتقب في إطار نفس المخطط أيضا إنشاء موقع ثاني للتخييم على مستوى غابة ياكوران. أما فيما يتعلق بالسياحة البحرية يتضمن برنامج الولاية لهذه السنة في إطار مواصلة مشاريع تهيئة الشواطئ بالولاية إطلاق دراسات لتهيئة 4 مواقع للتخييم على مستوى شواطئ آيت شافع و أفليسان و ميزرانة. و تهدف عملية تنصيب هذا النوع من المرافق الخفيفة على مستوى الشواطئ حسب المصدر" إلى تطوير السياحية المحلية لصالح فئة الشباب خاصة لغرض استفادتها من خدمات القطاع مقابل أسعار توافق مداخليها" حسبما أشار إليه لحمر. و أضاف ان" هذه النوع من الهياكل (المخيمات) مسجل في إطار تنويع المنتجات السياحية الموجهة للشباب". و أكد في هذا الشأن أن إنجاز هذه المخيمات سيكون "وفقا للمعايير الدولية المنصوص عليها في دفاتر الشروط بحيث ستشمل خيم و شاليهات و بيوت متنقلة و الشاحنات الخاصة بالتخييم إلى جانب مرافق ترفيهية و رياضية. و كانت ولاية تيزي وزو- الممتد شريطها الساحلي على مسافة 85 كلم- استفادت خلال العام الماضي من 6 دراسات لتهيئة مناطق توسع سياحي لتطوير السياحة البحرية بها حسب المصدر. أما عن آفاق تطوير القطاع السياحي بهذه المنطقة ذات الإمكانيات السياحية غير المستغلة استفيد من نفس المسئول أن مخطط التهيئة السياحية للولاية الممتدة آفاقه إلى غاية 2030 هو" الوسيلة المثلى للسياسة السياحية المزمع إنتهاجها" و سيكون بمثابة" ورقة الطريق التي سنعتمدها" كما قال " لاستيحاء المعلومات و التوجيهات الضرورية للتحكم في تطوير القطاع". و يعد قطاع السياحة بالولاية حاليا 47 فندقا من بينها 5 عمومية بسعة إجمالية من 2210 سرير حسب المعلومات المستقاة من مفتشة سياحية بمديرية القطاع التي أشارت إلى " غلق 20 فندق منها راهنا ( ما يمثل 858 سرير) بصفة نهائية أو مؤقتة بسبب توقفها عن النشاط أو لتلقيها إنذارات لغرض إعادة مطابقتها . كما تفيد نفس المعلومات بتحقيق قطاع السياحة بتيزي وزو لرقم أعمال يتجاوز 326 مليون دينار خلال11 أشهر من السنة الماضي فيما قدرت عدد الليالي المسجلة عبر فنادق الولاية ب 113183 وحدة من ضمنها 7831 إقامات أجنبية.