ألح رئيس الجمهورية على ضرورة رفع قدرات البلاد السياحية لمواجهة التنافس الإقليمي والدولي بعد التحسن الذي لاحظه في ترقية السياحة. وأعطى الرئيس بوتفليقة بمناسبة ترؤسه جلسة استماع خصصها لقطاع السياحة، تعليمات للحكومة تركزت على الأخذ في الحسبان حاجيات المواطن الترفيهية، ورفع مستوى النوعية إلى مستوى المعايير الدولية بالاهتمام بالموارد البشرية.كما أكد على ضرورة الحفاظ على العقار السياحي وحماية المناطق السياحية وتثمينها والحرص على إنجاز المشاريع السياحية خاصة من حيث الطابع المعماري. وتمحور هذا التقييم حول مدى تطبيق الأعمال المدرجة في إطار المخطط المدير للتهيئة السياحية. ففي هذا الإطار سجل بأن التقدم في تطبيق المخطط المدير للتهيئة السياحية يترجم إرادة الدولة في تثمين المؤهلات الإقليمية والطبيعية والثقافية والتاريخية للوطن قصد ضمان ترقية سياحية تدريجية للجزائر. تفضل أعمال تطبيق المخطط المدير للتهيئة السياحية خيار ترقية مستهدفة قائمة على المؤهلات الطبيعية والمبنية للوطن وعلى التوجهات الحالية في مجال السياحة والفروع المتعين ترقيتها. ويتعلق الأمر بالتموقع بشكل قوي على ساحل المتوسط وترقية السياحة الصحراوية والجولات السياحية وتطوير سياحة المدن والأعمال وعصرنة سياحة العلاج الصحي والاستجمام وتطوير السياحة الثقافية والحدثية واختيار السياحة المتخصصة بشكل إرادي ودائم وتطوير السياحة الداخلية. وتم التأكيد بأن إعادة بعث السياحة في الجزائر تستدعي أيضا إعادة انتشار مخطط نوعية مع وجوب تدارك التأخر والالتحاق بركب التطور. يرتكز تطبيق مخطط النوعية على مسعى قائم على تجنيد وتطوع كل سلسلة الشركاء والإصغاء إلى الزبون وإدماجه في منطق تحسين مستمر وقابل للقياس لخدمات كافة مهنيي السياحة. ويثير مخطط النوعية السياحية في مرحلة الانطلاق هذه اهتمام كافة المؤسسات التي تبيع خدمة سياحية. وفي مجال الاستثمار تمت الملاحظة أن حركية إنعاش قطاع السياحة تعززت كثيرا في سنة 2008 من خلال بعث المستثمرين الوطنيين ل 232 مشروعا وكذا من خلال استلام عدة عروض استثمارية أجنبية تؤكد عودة وتموقع الجزائر تدريجيا في السوق السياحية المتوسطية. إن هذا الاهتمام المولى للإستثمار السياحي يرافقه برنامجا طموحا يرمي إلى إنجاز منشآت هامة تسمح بالوصول إلى أرضيات سياحية ذات أولوية. ويتضمن البرنامج: - تحديد 230 أرضية جديدة مخصصة للسياحة - تحديث عشر محطات للعلاج الصحي والاستجمام - تصنيف محطات سياحية مناخية واستجمامية وفي الواحات - إنجاز 20 قرية سياحية وصحراوية - ترميم ثمانية فنادق مخصصة للسياحة الصحراوية والجولات السياحية. وعقب دراسة تقييم وضعية القطاع ذكر رئيس الجمهورية بعد أن لاحظ تحسنا في التوجهات من حيث الترقية السياحية في الجزائر بضرورة رفع قدرات البلاد في مواجهة التنافس الإقليمي والدولي. وفي هذا الإطار أعطى رئيس الدولة تعليمات للحكومة تتمثل في: - الأخذ في الحسبان حاجيات الموطنيين فيما يخص العطل والترفيه والراحة بتثمين مختلف وجهات الجزائر. - إيلاء اهتمام كبير للمورد البشري من خلال ضمان تكوين نوعي مطابق للمعايير الدولية. - السهر على الحفاظ على العقار السياحي كمورد غير متجدد ووضع ترتيبات لحماية وتثمين المناطق السياحية. ويجب في هذا الصدد السهر على تحسين عوامل نجاح الاستثمار واختيار أفضل المشاريع بالسهر على عنصر التمركز للحفاظ على التراث الثقافي والثروات الطبيعية. - التأكد من النوعية والحداثة لدى إنجاز المشاريع السياحية لا سيما من حيث الطابع المعماري. - تشجيع باستمرار نوعية السياحة الجزائرية بتجنيد المؤسسات والفاعلين حول هذا المسعى.