اختتمت بعد ظهر يوم الأربعاء بشرم الشيخ (مصر) أشغال القمة العربية الاقتصادية الثانية بإصدار إعلان القمة الذي أكد فيه القادة العرب عزمهم على تطوير منظومة العمل العربي المشترك وآلياتها التنموية بصفه خاصة. وشدد الإعلان الذي تلاه الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى أن تطوير منظومة العمل العربي المشترك سيسمح بالارتقاء بمستوى أدائها و تمكينها من أداء عملها وتنفيذ المشاريع العربية في المجالات التنموية "التي أصبحت تحتل الصدارة على أجندة العمل العربي المشترك". فيما يتعلق بأولويات العمل العربي المشترك أشار الإعلان الى أن الأمن الغذائي يمثل أولوية "قصوى" للدول العربية وجب التعامل معه ب"فكر جديد" و"رؤية هادفة". كما اعتبر البيان الأمن المائي العربي أحد أولويات العمل العربي في السنوات القادمة خاصة وأن تداعيات تغير المناخ "من شأنها أن تؤثر على الموارد المائية وأن تزيد من ندرتها". لدى تقييمهم للتقدم المحرز بخصوص مشاريع البنية الأساسية الإقليمية التي أقرتها قمة الكويت الأولى وعلى رأسها مخطط الربط البري و مشروع الربط الكهربائي سجل القادة العرب أن هذه المشاريع "شهدت طفرة تستحق الإشادة و تملي ضرورة الاستمرار فيها للوصول للأهداف المرجوة منها". وبغية إتاحة الفرص أمام الشباب العربي لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع و توفير فرص العمل لهم واستكمالا للمبادرة الكويتية الخاصة بإنشاء صندوق لتمويل الصناعات الصغيرة و المتوسطة في الوطن العربي رحب القادة العرب بإطلاق هذا الصندوق الذي سيتولى إدارته الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وأكدوا المساهمة في الحساب الخاص به. كما أوضح الإعلان من جهة أخرى أنه تم التشاور خلال القمة حول سبل تذليل العقبات التي تحول دون تحقيق الأهداف التنموية للألفية و حول أهمية تفعيل تطوير التعليم والبحث العلمي و التقني و الابتكار و الحد من الفقر و مكافحة البطالة و الرعاية الصحية. في هذا الإطار، أكد القادة العرب عزمهم على مواصلة جهودهم لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية وتذليل العقبات التي تعيق تحقيقها في المنطقة العربية بحلول عام 2015 . من جهة أخرى، شدد الإعلان على ضرورة تنفيذ الإستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية 2020 مؤكدين على الالتزام بالإعلان و البيان العربيين حول المناخ و بالقرارات المتصلة بذلك و على وضع خطة عربية للتعامل مع قضايا تغير المناخ. من جانب آخر، شدد الإعلان على ضرورة استغلال الإمكانيات و الطاقات التي تملكها البلدان العربية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وعبر طاقات الرياح والاستخدامات السلمية للطاقة النووية و كذلك مصادر الطاقة الشمسية التي تتمتع بها الدول العربية "وما يتيحه كل ذلك من فرص لاكتساب تقنيات حديثه وخلق فرص عمل تحافظ على البيئة وتنميتها". في موضوع منفصل أكد القادة العرب رفضهم للعقوبات أحادية الجانب المفروضة على بعض الدول العربية لما لها من آثار سلبية على جهود التنمية في تلك الدول. كما ذكروا بالتزامهم بتمويل المشاريع التي قدمتها دولة فلسطين لدعم صمود القدس في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تهويدها وذلك من خلال آليات عمل صندوقي القدس والأقصى مؤكدين على توفير سبل الدعم المناسبة التي تمكن أهل القدس من الثبات على أراضيهم ودعم صمودهم في مواجهة المخططات الإسرائيلية. في سياق أخر، أبرز الإعلان وجوب تطوير العمل العربي المشترك و الانتقال به إلى مرحلة بناء شراكات جديدة مع مختلف الدول والتكتلات الدولية و الإقليمية من خلال منتديات وبرامج وسياسات التعاون. كما أكد القادة العرب التزامهم بتفعيل إستراتيجية الشراكة الإفريقية العربية و خطة عملها بجانبيها الاقتصادي و الاجتماعي وكذا بمواصلة التعاون مع دول أمريكا الجنوبية.