أصبحت حالة الفراغ الأمني والفوضى سيدة الموقف في الشارع المصري في القاهرة ومختلف المحافظات في اليوم السادس من المظاهرات الشعبية التي أسفرت حتى الآن عن سقوط أكثر من 100 قتيل وآلاف الجرحى. وقد بدت أحياء القاهرة صباح يوم الأحد منهكة في غياب مريب للخدمات الأمنية في الشوارع باستثناء أعضاء اللجان الشعبية التي شكلها السكان للدفاع عن الممتلكات العامة والخاصة. ولوحظ تمركز أكبر لعناصر قوات الجيش حول المنشآت الحيوية في البلاد وبعض الأحياء الراقية فيما كثفت قوات الشرطة وجودها في محيط وزارة الداخلية بقرب ميدان التحرير وسط العاصمة الذي تعرض لمحاولات اقتحام أمس أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين. وتتواصل في المقابل الجهود الشعبية لتطويق تبعات الأحداث والسيطرة على الأمن. وشكل السكان لجانا شعبية لمواجهة أعمال السلب والنهب التي طالت مباني حكومية وبنوكا وشركات خاصة وفنادق ومراكز تجارية كبرى وحتى المنازل الخاصة. وفيما صدرت دعوات من مواطنين لحمايتهم وممتلكاتهم من "البلطجية" (اللصوص) تطوع آخرون لحماية المباني واستعادة ممتلكات تركها اللصوص في الشوارع. كما شوهد مواطنون في مختلف شوارع القاهرة منها قصر العيني وميداني التحرير وعبد المنعم رياض والجلاء يقومون بإطفاء الحرائق وتولي مهمات شرطة المرور وتنظيم حركة السير في ظل الفوضى والانفلات الأمني. وذكرت تقارير إعلامية أن السكان وعناصر الجيش تمكنت من إلقاء القبض على من تسميهم بالخارجين عن القانون وقالت أنها ستتعامل معهم ب"قسوة وشدة". وتحدثت مصادر إعلامية اليوم عن "مؤامرة من الأمن لدعم سيناريو الفوضى". وذكرت أن جهة أمنية تابعة لوزارة الداخلية فرضت كلمتها على خطة الوزارة وقررت الانسحاب ودعم سيناريو الفوضى وإطلاق سراح المساجين و"البلطجية" والمساعدة في أعمال التخريب والنهب. ونقلت عن مصدر أمني أن هناك "روحا انتقامية تسيطر على عدد من القيادات الأمنية" بعض الأحداث الدامية التي انتهت بانسحاب قوات الأمن أمس مشيرا إلى أن هذه القيادات تحاول بث تلك الروح في صغار الضباط لدفعهم إلى النزول إلى الشارع لممارسة انتقام عشوائي ضد المواطنين والممتلكات العامة والخاصة وسط شائعات قوية سرت ليلة أمس بإصدار تعليمات للتعامل بالرصاص الحي مع الجماهير. وقد حاول العديد من المواطنين الاستغاثة بالأمن يشكون من أعمال السلب والنهب التي طالت أحياءهم ودعوة قيادة الجيش إلى تحمل مسؤولياتها والأخذ بزمام المبادرة للسيطرة على الأوضاع. وكان الجيش قد دعا في بيان أمس المواطنين إلى التصدي للمخربين وحماية مصالحهم ودعا الجميع إلى الالتزام بقرار حظر التجول الذي تم تمديده من الساعة الرابعة عصرا إلى الثامنة صباحا. ويواصل حاليا آلاف المتظاهرين حشودهم في الشارع سواء في القاهرة أو في المحافظات الأخرى معربين عن تصميمهم على البقاء في الشارع ومواصلة الاحتجاج حتى يسقط النظام حسب مطلبهم. ويلاحظ مغادرة العديد من الأجانب خاصة السياح القاهرة في الوقت الذي أعلن الجيش غلق مزار الأهرامات ب(الجيزة) إلى أجل غير مسمى بعد محاولة الاعتداء على المتحف المصري بوسط القاهرة. وذكرت مصادر من مطار القاهرة الدولي أن عناصر الجيش رابطت من أمس أمام مداخل قاعات السفر بعد تردد معلومات بأن مجموعات من المتظاهرين تنوي السيطرة على المطار لمنع شخصيات من مغادرة البلاد.