كشفت منظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة (فاو) في تقرير لها أن حوالي 32 % من الثروة السمكية العالمية "تقع تحت طائلة استغلال جائر و استنفذت أو هي قيد التجدد و بحاجة إلى إعادة تكوين على وجه السرعة". وأوضح تقرير المنظمة المعنون "حالة الموارد السمكية و تربية الأحياء المائية في العالم 2010 " أن المعدل العام للأرصدة السمكية "الواقعة تحت الإستغلال المفرط و المستنفذة أو الأرصدة التي تواصل تجددها في محيطات العالم لم يسجل انخفاضا والمقدر أنه أعلى بقليل مما كان عليه في عام 2006 حيث بلغ اليوم 32 %". وأوصت المنظمة أن تستغل 15% من مجموعات الأرصدة السمكية في العالم جزئيا فقط أو تستغل باعتدال 12 %". وقال ريشارد غرينجيرمسؤول قسم مصايد الأسماك و تربية الأحياء المائية بالمنظمة وأحد محرري التقرير أن "المثير للقلق أنه لم يطرأ تحسنا على حالة الأرصدة السمكية" داعيا إلى تخفيض الإستغلال المفرط لهذه الثروة و لابد من بلوغ "طور الإستقرار".و لمواجهة هذه الظاهرة يقترح الخبير سلسلة من الإجراءات من بينها فرض سيطرة أشد على قطاع الثروة السمكية بمواجهة عمليات الصيد غير الشرعية بلا إبلاغ أو تنظيم و الذي قدرت تكلفتها حسب المنظمة بين 10 و 5ر23 مليار دولار أمريكي سنويا و فتح النقاش حول السجل العالمي المقترح لسفن صيد الأسماك بتخصيص علامة تعريف فريدة لكل سفينة على حدة بغض النظر عن تغيير الملكية أو الراية المرفوعة. وتقترح الفاو أيضا اعتماد نهج نظام بيئي في إدارة الثروات السمكية يراعي تحقيق التكامل مع الأهداف الإجتماعية و الإقتصادية من جانب و يوازن المصالح البيئية الطبيعية و البشرية من جانب آخر. و من جهة أخرى أوضحت الفاو أن مساهمة الأطعمة السمكية في الغذاء الأساسي للفرد على الصعيد الدولي قد بلغت نحو 17 كيلوغرام كمعدل عام و ترجع هذه الزيادة حسبها، إلى الإرتفاع المتواصل في إنتاج قطاع تربية المائيات. و حسب الفاو تضمن الثروات السمكية و أنشطة تربية المائيات موارد معيشة ما يقدر بنحو 540 مليون نسمة أي ما يعادل 8 % من المجموع العام لسكان العالم. و تشكل منتجات الأسماك أكثر السلع الغذائية مقياسا في التعاملات التجارية حيث بلغت 102 مليار دولار أمريكي عام 2008 أي بنسبة تفوق قيمتها 9 % مقارنة ب 2007.