أظهر المجتمع الدولي يوم السبت تفاؤلا لإنهاء الاضطرابات التي تشهدها مصر سلميا داعية سلطات البلاد إلى العمل على تحقيق تقدم في عملية التحول الديمقراطي والإصغاء إلى صوت الشعب هذا مع دخول الحركة الاحتجاجية الشعبية يومها ال 12 المطالبة بتنحية الرئيس حسني مبارك. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى في تصريحات صحفية ان "هناك أملا كبيرا فى عبور مصر للمخاض الذي تمر به" مشيرا إلى أن ما فعله الشباب المصرى خلال الأيام الماضية يوحي بالأمل. و مضيفا ان نتائج الإعلانات السياسية الأخيرة خصوصا التصريحات التى صدرت خلال الأيام الماضية من كبار المسؤولين المصريين "تفتح الباب لتطور سياسى وسلمى غير مسبوق وليس عنيفا ومفاجئا". وقال عمرو موسى أنه لم يتفاجأ مثل الكثيرين بثورة الشباب . مشيرا إلى خطابه فى القمة العربية الاقتصادية الأخيرة فى شرم الشيخ حيث حذر من غياب التنمية والديمقراطية فى ظل ثورة التكنولوجيا. وبشأن مستقبل الرئيس المصري حسني مبارك قال عمرو موسى "يجب علينا إعمال اللياقة لأنه بعد أن ظل الرجل 30 عاما رئيسا لمصر فعلينا ألا نعرضه للإهانة وهو مواطن مصرى أيضا" مبينا أن الفترة الانتقالية قد بدأت بالفعل. وخيمت الأحداث الجارية في مصر على اجواء مؤتمر ميونيخ حول الامن العالمي اليوم حيث أكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في كلمة له خلال الاجتماع أن الاحتجاجات التي تشهدها المدن المصرية للاسبوع الثاني على التوالي "جاءت نتيجة خيبة الامل التي يشعر بها الناس وعدم شعورهم بالامان" موضحا أن "عدم توفر الديمقراطية في بلدان كثيرة من العالم يساهم في حدوث احتجاجات". وأضاف الامين العام الاممي أن " الفقر وشعور الناس بخيبة الامل والحكومات غير الرشيدة هي من الاسباب الرئيسة في حدوث الاحتجاجات". وأعرب الرئيس النمساوي هاينز فيشير من جهته عن "ثقته في قدرة مصر على انهاء الاضطرابات سلميا وتحقيق تقدم في عملية التحول الديمقراطي في السلطة". و دعا الرئيس فيشير الى "وضع حد لأعمال العنف في مصر" معربا في ذات الوقت عن "اسفه البالغ لما تعرض له المتظاهرون المسالمون من اعتداءات". بدورها، أكدت مجددا المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ان التغيير السياسي في مصر "ينبغى أن يكون سلميا ومنظما" مع ضرورة الحفاظ على الحقوق الأساسية للمواطنين المصريين . وأعربت السيدة ميركل في كلمة أمام مؤتمر الأمن العالمي ال (47) الذي بدأ اشغاله أمس في ميونخ عن استعداد الاتحاد الاوروبي لتقديم المساعدة اللازمة لمصر اثناء ما وصفته ب "مرحلة التغيير". وقالت أن مصر "ستشهد تغييرا وان هذا التغيير يحتاج إلى صياغة جديدة وان أوروبا مستعدة لدعم هذا التغيير من خلال وضع اسس لشراكة جديدة مع مصر". كما أكد الرئيس الامريكى باراك اوباما أن "مناقشات" بدات حول تفاصيل الانتقال السياسى فى مصر. محذرا من ان العنف ضد المتظاهرين "غير مقبول". وعلى لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أكدت موسكو اليوم على "ضرورة أن يشمل الحوار حول سبل تحقيق الاستقرار في مصر جميع القوى السياسية في هذا البلد". وقال لافروف في كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن " المصريون بالذات هم الذين يتخذون قرارا بشأن ما قاموا به ومن الواضح أن الوضع لن يبقى يراوح في مكانه ومن الضروري إجراء حوار يشمل هذا الحوار جميع القوى السياسية المؤثرة في مصر". وفي مصر توقع رئيس الوزراء أحمد شفيق اليوم انحسارا في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال الأيام ال11 الماضية وجنوح جميع أطراف المعارضة للحوار الذي دعا إليه نائب الرئيس عمر سليمان بتكليف من الرئيس مبارك. وأشار أحمد شفيق في مؤتمر صحفي اليوم أعقب اجتماعا وزاريا ترأسه مبارك الى مؤشرات على انحسار في المظاهرات التي يشهدها ميدان التحرير و الى وجود خلافات بين أطراف المعارضة نفسها. وأضاف رئيس الوزراء الذي عين في خضم الأزمة السياسية المصرية أن الحوار الوطني يمكن أن يقرب بين مختلف وجهات النظر لتحقيق الهدوء والاستقرار مشيرا بالخصوص إلى أن جماعة "الإخوان المسلمون" سيقبلون بالحوار في نهاية المطاف لأنهم لن يقبلوا بالبقاء وحدهم في الميدان.