من المقرر أن يعلن يوم الاثنين بجوبا عن النتيجة النهائية لاستفتاء انفصال جنوب السودان في حالة عدم وجود طعون، حسبما أعلنته مفوضية استفتاء جنوب السودان. وقد شرع منذ الخميس الماضي في قبول الطعون في نتيجة الاستفتاء وتستمر ثلاثة ايام لتقرر المفوضية اما اعلان النتيجة النهائية السابع فيفري او تاجيلها الى الرابع عشر من نفس الشهر اذا كانت هناك طعون قانونية. وأظهرت النتائج الأولية الكاملة للاستفتاء حول جنوب السودان الذى نظم بين 9 و15 جانفي الماضي أن نسبة التصويت لصالح الانفصال بلغت 83 ر98 بالمئة مقابل 17ر1 بالمئة لصالح الوحدة ( 8ر3 مليون ناخب صوتوا لصالح الانفصال وصت 44.888 لصالح الوحدة). وتبرز الارقام السالفة الذكر حسب الملاحظين، أن تقديم او تاخير تاريخ الاعلان الرسمي عن النتائج النهائية سوف لن يؤثر في شيئ في قرار الانفصال الذي اصبح واقعا فعليا. وكان الرئيس السوداني عمر البشير تعهد بالاعتراف بانفصال الجنوب واعدا بعلاقات "اخوية"مع الدولة الجديدة". ومن جهته، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان قبوله قرار الأغلبية في الجنوب بالانفصال واعتبر ذلك "حقا قانونيا أقرته اتفاقية السلام". وباركت العديد من الدول الافريقية الانفصال لانهاء صراع بين شمال السودان وجنوبه اندلع منذ 1955 و خلف آلاف القتلى. وكان الاتحاد الافريقي راعي السلام في المنطقة قد دعا خلال القمة السادسة عشرة المنعقدة باديس ابابا في جانفي الماضي الاطراف السودانية لحل القضايا المتبقية من اتفاق السلام الشامل على وجه السرعة منها الخلاف على منطقة أبيي وترسيم الحدود المشتركة وحل وضع المناطق المتنازع عليها. ويرى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينغ ان الاتحاد ساعد الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان من اجل اجراء الاستفتاء وحثهم على جعل الوحدة جذابة لكن خيار الانفصال كان اقوى. وقال أن خيار الانفصال من عدمه متضمن في اتفاق (نيفاشا) للسلام الشامل الموقع بين الطرفين في 2005 وهو خيار سيادي يحترمه الاتحاد. وتتهم دول افريقية الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوربي بدعم خيار انفصال الجنوب بحشد دعم دولي له باعتبار ان غالبية سكانه من غير المسلمين والضغط على نظام الرئيس عمر البشير لافشال كل مسعى نحو الوحدة. واعتبر بعض القادة الافارقة انفصال جنوب السودان "سابقة خطيرة في افريقيا" من شانها ان تعرض مبدا وحدة الحدود الموروثة عن الاستعمارالذي تقره مواثيق الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي للخطر. وترى تشاد وهو من دول الجوار ان الضغوطات الخارجية (الامريكية) الممارسة ضد الحكومة السودانية "تلاعب بمصير بلد وشعب باكمله".