يتوجه حوالي 4 ملايين من سكان جنوب السودان يوم غد الاحد الى صناديق الاقتراع للاداء باصواتهم في استفتاء "حاسم" على تقرير مصير المنطقة للاختيار بين الوحدة او الانفصال عن الشمال. ويستقبل 1500 مركزا للاقتراع في ولايات الجنوب و 174 مركز موزعين في الولايات الشمالية بالإضافة إلى ثمانية مراكز خارج السودان الناخبين غدا للتصويت على اما الاستقلال أو الاستمرار في الوحدة مع الشمال وذلك وفقا لاتفاقية السلام الموقعة بين حزبي المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية في جانفي 2005 التي أنهت نحو عقدين من الحرب بين شمال السودان و جنوبه. و اوضح رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان محمد ابرهيم ان"عدد المسجلين بالولاياتالجنوبية الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم بلغ ثلاثة ملايين وتسعمئة ألف ناخب فيما بلغ عدد المسجلين بالولايات الشمالية ما يقارب المئة وسبعين ألف ناخب فيما بلغ عدد المسجلين بالدول الثمان التي حددها القانون ستين ألفا". ويشترط لصحة اجراء الاستفتاء تصويت 60 فى المائة من إجمالى عدد المسجلين. ومن المقرر أن تستغرق عملية التصويت أسبوعا كاملا من 9 الى 15 جانفي الحالى/ وسيتم إعلان النتائج على مستوى كل مركز ثم على مستوى كل ولاية لتعلن النتيجة النهائية من جانب المفوضية القومية للاستفتاء ومقرها الخرطوم فى الاسبوع الاول من شهر فبراير المقبل. وانتهت السلطات فى جنوب السودان من كافة استعداداتها من أجل اجراء استفتاء "حر" و"شفاف" و"نزيه" يعبر عن رغبة ابناء الجنوب حيث وصلت بطاقات التصويت /التى تم طبعها فى بريطانيا/الى جميع مراكز الاقتراع . و بدأ أفراد الامن فى الانتشار فى جوبا عاصمة جنوب السودان لتامين مقار الوزارات والهيئات الحكومية ومراكز الاقتراع. ويراقب هذا الموعد الانتخابي "الهام" بالنسبة للسودان اكثر من 18 الف مراقب ممثلين لهيئات الاممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقى وهيئات مجتمع مدنى لتقييم جوانب عملية الاستفتاء برمتها ومدى مطابقة الاستفتاء لمعايير التصويت الديمقراطية. و في هذا الاطار سيلتقي الرئيس السوداني عمر البشير يوم السبت بالخرطوم مع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي وصل إلى السودان يوم الخميس ضمن الوفود المراقبة لاستفتاء وذلك للوقوف على آخر الترتيبات الخاصة بإجراء استفتاء"آمن" و"سليم" قبل أن يتوجه إلى جوبا عاصمة إقليمجنوب السودان. و اعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء فى جنوب السودان جورج ماكير ان الاستعدادات لاجراء الاستفتاء "باتت مكتملة تماما"موضحا ان"البطاقات وصلت الى كل مراكز الاقتراع فى الجنوب كما ان كل الترتيبات الادارية جاهزة ليوم غد الاحد". و اشار المسؤول السوداني الى ان "قوة الاممالمتحدة فى السودان قدمت طائرات لنقل بطاقات الاقتراع الى المناطق النائية". وتتواصل عمليات الاقتراع لمدة اسبوع بسبب صعوبة المسالك فى الولايات العشر التى يتالف منها الجنوب والتى تفتقر الى ادنى مقومات المواصلات. و من جهته قال الأمين العام للمفوضية محمد عثمان النجومى في تصريحات صحفية " لدينا تنسيق محكم مع كافة الأجهزة الأمنية والشرطة والأطراف السياسية المعنية بعملية الاستفتاء ولذلك نحن واثقون بان الاستفتاء سيتم بطريقة سلسة وفى أجواء"آمنة ومستقرة"مؤكدا "اكتمال "كافة الاستعدادات لبدء الاقتراع لاستفتاء تقرير مصير جنوب السودان. وأعرب المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان سكوت جريشن عن اعتقاده بأن استفتاء تقرير مصير جنوب السودان والمقررغدا سيتم إجراؤه بشكل "ناجح". وقال جريشن في تصريح خاص لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن" شمال وجنوب السودان تعهدا بعدم زعزعة استقرار بعضهما" مشيرا إلى أن "جنوب السودان تعهد للرئيس السوداني عمر البشير بأنه لن يدعم المتمردين في إقليم دارفور المضطرب". يذكر أن السلطات في جنوب السودان عززت إجراءاتها الأمنية في جميع المدن والقرى قبل إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب. ورحب مجلس الأمن الدولي بتأكيد طرفي اتفاقية السلام الشامل في السودان على التزامهما "الكامل" بتنفيذ الاتفاقية بما في ذلك احترام النتائج التي سيسفر عنها استفتاء تقرير مصير الجنوب السوداني مؤكدا دعمه"الكامل"لجهود كافة الأطراف السودانية. كما رحب المجلس الذي عقد يوم الخميس جلسة مشاورات مغلقة حول السودان بتصريحات الرئيس السوداني عمر البشير أثناء زيارته جوبا وبالتصريحات التي وردت في رسالة نائب الرئيس السوداني سلفاكير ميارديت بمناسبة العام المسيحي الجديد. وكان الرئيس السودانى اكد خلال زيارته لجوبا الثلاثاء الماضي أنه" سيكون أول المؤيدين لخيار شعب الجنوب حتى فى حال الانفصال"مستبعدا تماما العودة للحرب على أن يظل السلام والتعاون هو "القاسم المشترك بين الجانبين في كل الأحوال". واوضح انه" بناء على ذلك أصدر قرارا جمهوري في 14 من شهر نوفمبر الماضي يقضي بتشكيل / الهيئة القومية لدعم الوحدة واستفتاء جنوب السودان / برئاسته وعضوية عدد من المسئولين السياسيين". و من جانبه قال سلفاكير أن حكومته فتحت"الباب واسعا أمام كل من يريد الدعوة للوحدة أو من يريد الدعوة للانفصال وأن الفرصة متاحة لأي مراقب دولي أو محلي لكي يشهد بأن الحرية متاحة للجميع للتحدث والدعوة لمن يريدون الانفصال أو الوحدة"مطالبا المجمتع الدولي بدعم نتائج الاستفتاء لأن الشمال من مصلحته أن يكون الجنوب مستقرا ومن مصلحة الجنوب أن يكون الشمال مستقرا.