اقترح معهد اقتصاديات الطاقة اليابانية في دراسة نشرت بطوكيو أن يتم تسعير النفط الخام في آسيا من خلال عوامل جديدة في المنطقة أهمها ازدياد إنتاج النفط الروسي في شرقي سيبيريا وقربه من مناطق الإستهلاك ومرونته بحيث لا تقتصر عملية التسعير على أساسيات خام دبي أو برنت. وأفادت الدراسة أن أسواق النفط العالمية أصبحت تشهد فجوة تزداد اتساعا بين أسعار العقود الآجلة لنفط خام متوسط غرب تكساس وخام برنت بما يثير قلق بعض الأوساط على مدى ملاءمة سعر خام غرب تكساس كمعيار لهذه التسعيرة. وتسعيرة النفط في آسيا تعتمد على خام دبي وعمان ويتأثر نسبيا بعوامل جديدة في المنطقة تشمل ارتباطا جديدا بين أسعار خام برنت وخام دبي و أيضا ازدياد النفط الروسي وهي عوامل تستدعي النظر إلى آلية تسعير جديدة تأخذ بعين الاعتبار سوق الطاقة ككل وليس المنتج النفطي فقط. وتعتبر آسيا واحدة من ثلاثة أسواق نفط رئيسية في العالم تنافس أمريكا الشمالية و أوروبا لدرجة أنها في العام الماضي حسب وكالة الطاقة الدولية كانت السوق النفطية الاسيوية الأكبر في العالم. و قدر الطلب على النفط في السوق الآسيوية (منطقة آسيا المحيط الهادئ) في السنة الماضية 47ر27 مليون برميل يوميا متجاوزا بشكل كبير 92ر23 مليون برميل يوميا في أمريكا الشمالية و 43ر14 مليون برميل يوميا في أوروبا. كما شهدت السوق الآسيوية نموا في الطلب بمقدار 43ر1 مليون برميل يوميا عن السنة السابقة. وتفسر الدراسة هذا بأن آسيا الآن سوق نفطية متنامية ومتوقع أن تبقى كذلك على المدى المتوسط وكذلك الطويل. وتوقعت الدراسة بالمقابل انكماش السوق الأمريكية الشمالية والأوروبية على المدى المتوسط والطويل وهذا يدعو إلى النظر في أهمية ملاءمة وعقلنة تسعير أسعار النفط الخام في آسيا كأكبر سوق والأكثر نموا في العالم. واقترحت الدراسة أن يبحث المتعاملون في أسواق آسيا معيارا جديدا للتسعير يأخذ بالاعتباره نفط خام إسبو كمعيار آسيوي ولكن بعد اتفاق الطرفين المنتجين والمستهلكين والتجار النفطيين وبنفس الوقت بعد تطوير البنية التحتية المالية والمادية للمعيارالجديد. أما الاقتراح الثاني فيأخذ في الاعتبار أن آلية تسعير النفط الخام الآسيوية تلعب دورا أساسيا في تسعير الغاز الطبيعي المسيل الآسيوي الذي يرتبط بشكل رئيسي "بمزيج الخام الياباني" لهذا يجب تحليل ودراسة عملية تسعير النفط الخام من وجهة نظر أوسع تغطي ليس فقط سوق النفط بل أيضا سوق الطاقة ككل.