شكلت مواضيع تنمية الصناعة في افريقيا و استغلال مواردها الطبيعية محليا بتحويليها إلى منتوجات مصنعة و نصف مصنعة محور اشغال الندوة الافريقية 19 لوزراء الصناعة التي اختتمت اشغالها يوم الاربعاء بقصر الامم بالجزائر العاصمة. و خصصت اشغال الفترة الصباحية لتدخلات المندوبين في جلسة مفتوحة ثم في جلسات مغلقة بعد الظهيرة حيث تناولت دراسة التوصيات التي رفعها الخبراء خلال اجتماعاتهم التي عقدت من الأحد إلى الثلاثاء بقصر الامم. و من بين هذه التوصيات هناك وضع اطار قانوني سيمسح للبلدان الافريقية بالتفاوض حول العقود المنجمية مع الشركات متعددة الجنسيات و الاستفادة من القيمة المضافة التي تذرها مشاريع تحويل مواردهم المنجمية. كما اكد الخبراء على ضرورة السهر على ان يتمكن النظام الجبائي من رفع التحدي المرتبط بمسالة البيئة الناتجة عن القطاع المنجمي. و بخصوص تطوير الصناعة الصيدلانية اوصى خبراء الاتحاد الافريقي بمراجعة مخطط عمل صناعة الادوية على ضوء الاعمال التي تم القيام بها و المعارف المكتسبة خلال السنوات الاخيرة في ترقية الصناعة على مختلف المستويات سيما المبادرات المتخذة من قبل مبادرة الشراكة الجديدة من اجل تنمية افريقيا (نيباد). و تهدف هذه الندوة التي يشارك فيها وزراء و مندوبي 36 دولة افريقية تطبيق مخطط عمل التنمية الصناعية السريعة في افريقيا التي اقرها القادة الافارقة سنة 2008. و يتعين على افريقيا من خلال هذا المخطط ان تتكفل بنفسها بعمليات تحويل مواردها الطبيعية و الكف عن تصديرها خاما دون الاستفادة من اي قيمة مضافة و بالتالي الشروع في انتاج منتوجات مصنعة و نصف مصنعة. و أكد خبير من منظمة الامم الامتحدة للتنمية الصناعية ان تنفيذ المرحلة الاولى من مخطط العمل الخاص بالتنمية الصناعية المتسارعة في إفريقيا سيكلف 6ر1 مليار يورو. و اوضح كريستوف ايفتو ممثل منظمة الامم الامتحدة للتنمية الصناعية لدى الاتحاد الاوروبي ان هذه الميزانية ستأتي من الممولين و المانحين و الادخار الداخلي و الفوائد الناتجة عن الاستثمارات الخارجية المباشرة. و يتوفر المخطط الذي يحتوي على 23 برنامجا تنمويا و 53 مشروعا و الذي تم اعداده من قبل منظمة الامم الامتحدة للتنمية الصناعية بالتعاون مع الاتحاد الافريقي على لجنة خبراء متعددة الاختصاصات تتكفل بتقييم تنفيذه كل ستة اشهر. و أكد المشاركون في الندوة انه يتعين على افريقيا ان تتكفل بنفسها بعمليات تحويل مواردها الطبيعية و الكف عن تصديرها خاما دون الاستفادة من اي قيمة مضافة و بالتالي الشروع في انتاج مواد مصنعة و نصف مصنعة.و من جهته أشار المدير العام لمنظمة الاممالمتحدة للتنمية الصناعية كاندي ك. يومكيلا إلى أن الندوة الافريقية ال19 لوزارء الصناعة تنظم في ظرف دولي يتميز باستمرار الاثار المدمرة للازمة المالية الدولية التي ارغمت عديد البلدان على مراجعة سياستها الاقتصادية و تجنيد الشباب في عديد البلدان من اجل المطالبة بتحسين ظروفهم الاجتماعية. و حذر في هذا الخصوص قائلا انه "يجب الشروع سريعا في جعل بلداننا مصنعة و توفير مناصب الشغل و الثروة لان شبابنا بحاجة الى الامل و اذا استمرينا في تصدير الموارد الاولية في حالتها الخام فان بلداننا ستظل على فقرها". و قال وزير جنوب افريقيا للصناعة و رئيس مكتب الندوة الافريقية 18 لوزراء الصناعة روب دايفيس انه يتعين على افريقيا "التاقلم مع التحولات الجديدة التي يشهدها الاقتصاد العالمي" سيما بروز قوى اقتصادية جديدة تمثلها البلدان النامية مثل الهند و البرازيل.