أعلنت منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية والاتحاد الأوروبي عن التزامهما بدعم خطة التعجيل بالتنمية الصناعية لإفريقيا التي تقرها الندوة الإفريقية ال19 لوزراء الصناعة التي انطلقت أشغالها أمس، بالجزائر. وقال المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية في الجلسة الافتتاحية للندوة السيد كانديد يامكولا ''إننا نسعى إلى كفالة كافة المقررات المنبثقة عن مؤتمر الجزائر على أن تلتزم القارة السمراء بتطبيق خطة عمل محددة''. ومن جانبه صرح رئيس اللجنة الاقتصادية بالاتحاد الأوروبي ومفوضها للصناعة السيد انطونيو تاجاني، أن إفريقيا هي قارة المستقبل وأوروبا ستدعم كل المساعي الجدية للنهوض الصناعي للدول الإفريقية، ونحن ملتزمون بتقديم المساعدة الكاملة في هذا المجال، سواء عن طريق التكوين والتأهيل أو التمويل بتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الإفريقية من قروض الاتحاد الأوروبي. وقال في هذا الصدد إن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي اتفقا سنة 2007 على تقديم مخططات تعاون تفصيلية سنة 2011 من أجل بعث التنمية الاقتصادية في القارة السمراء وتعزيز علاقات التعاون الصناعي والتجاري بين القارتين. وذكر مسؤول الاتحاد الأوروبي أنه تم استحداث منصب سفير الاتحاد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مقترحا على الاتحاد الإفريقي استحداث هذا المنصب على مستواه، من اجل بعث هذا القطاع القاطرة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والصناعية بين أوروبا وإفريقيا وقد أكدت مداخلات اليوم الأول من الندوة على انه يتعين على إفريقيا أن تتكفل بنفسها بعمليات تحويل مواردها الطبيعية والكف عن تصديرها خاما دون الاستفادة من أي قيمة مضافة وبالتالي الشروع في إنتاج منتجات مصنعة ونصف مصنعة. وأوضح المشاركون في الاجتماع الوزاري الذي سجل حضور 36 بلدا وعديد المنظمات الإقليمية والدولية أنه يجب على البلدان الإفريقية أن تشرع في التحويل الصناعي لموادها الأولية، فبدل بيع البن غير موضب بالتجزئة فانه بإمكان البلدان المنتجة توضيبه لجعله منتوجا بقيمة مضافة. وقال وزير جنوب إفريقيا للصناعة ورئيس مكتب الندوة الإفريقية ال18 لوزراء الصناعة السيد روب دايفيس أنه يتعين على افريقيا ''التأقلم مع التحولات الجديدة التي يشهدها الاقتصاد العالمي'' لاسيما بروز قوى اقتصادية جديدة تمثلها البلدان النامية مثل الهند والبرازيل، مضيفا في هذا الشأن أن ''تحاليل عدة تتوقع أن إفريقا ستصبح قطبا اقتصاديا هاما شريطة أن تشرع في اقرب الآجال في عمليات التصنيع التي من شأنها تحويل الثروات الطبيعية التي تزخر بها إلى منتوجات مصنعة ونصف مصنعة موجهة لإشباع الحاجيات المحلية وتسويقها في الأسواق العالمية''. وأشار إلى أن التحويل محليا للمواد الأولية يؤدي إلى استحداث مناصب الشغل وتوليد الثروات لصالح السكان الذين يعانون من الفقر والأمراض الفتاكة منها السيدا والسل. وبعد التذكير بأن القارة السمراء التي تعد 10 بالمائة من سكان العالم تصدر ما نسبته 70 بالمائة من المواد الأولية العالمية إلا أنها تساهم ب1,3 بالمائة من التجارة العالمية قال السيد دافيس إن هذا الاجتماع يجب أن يخرج بإجابات لما تنتظره القارة في مجال التصنيع وإنتاج الأدوية. إن هذا اللقاء القاري الذي ينظم للمرة الأولى في الجزائر سيسمح بإطلاق فعليا مخطط عمل للتنمية الصناعية المتسارعة في إفريقيا الذي صادقت عليه البلدان الإفريقية عام 2008 باديس أبابا. وعلى جميع البلدان المساهمة في هذا التنفيذ لتحقيق التصنيع في القارة الإفريقية لاسيما في المجالات ذات القيمة المضافة العالية مثل الصناعة الغذائية والصيدلانية وتحويل الموارد المنجمية وتنمية الطاقات لاسيما المتجددة. أما محافظة التجارة والصناعة لمفوضية الاتحاد الإفريقي السيدة ايلزابيث تانكيو، فقد أوضحت انه ''على الرغم من ثرواتها الهامة إلا أن القارة الإفريقية لم تتمكن حتى الآن من الخروج من جحيم الفقر''. للإشارة، يشارك في أشغال هذه الندوة التي تتمحور حول ''ترقية تنافسية الصناعات الإفريقية من خلال رفع وتحسين القيمة المضافة'' حوالي 300 موظف وخبير إفريقي وتنظمها الجزائر بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية والاتحاد الإفريقي.