دعا كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلف بالجالية الوطنية بالخارج، حليم بن عطا لله، إلى انتهاج سياسة "واقعية" من شأنها السماح بحماية الجالية الوطنية المقيمة بالخارج. وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية اليوم الاثنين أن السيد بن عطالله قد أكد خلال ترؤسه اجتماعا بمقر القنصلية العامة للجزائر بمدينة ليون (فرنسا) أن هذا اللقاء "يندرج في إطار توجيهات الحكومة الجزائرية و تأكيد الدولة الجزائرية على إقامة علاقة طويلة الأمد مع جاليتها الوطنية المقيمة بالخارج تستهدف أولوياتها و تقوم على مشاورات دورية ومستديمة". كما شكل هذا اللقاء الذي ضم أساتذة جامعات و باحثين و منتخبين من مزدوجي الجنسية من مختلف المشارب السياسية فرصة لكاتب الدولة لدعوة المشاركين إلى "إقامة جسور بين بعضهم البعض". كما حثهم من جانب آخر على التفكير معا من اجل إنشاء شبكات عملية حسب الفئات الاجتماعية و المهنية مع نواة تكون محركا للمشاريع المستقبلية و في الأخير إقامة مانع لحماية الجالية الجزائرية. من جانبه، أوضح السيد محمد لحلو البروفيسور في علم النفس بجامعة ليون2 خلال النقاش أن هذا اللقاء "يأتي بعد ذلك الذي نظم في شهر جانفي 2011 و الذي خصص للسبل والوسائل الكفيلة بهيكلة الأسرة الجامعية و دراسة الإمكانيات حتى يسهم الجامعيون من ذوي الأصول الجزائرية في نهضة الجامعات الجزائرية". في ذات الصدد، أشار السيد لحلو انه "ينبغي ترجمة النوايا إلى أعمال و المضي قدما إلى صلب الوقائع". من جانبه، أكد السيد ناصر خباط نائب رئيس بلدية طارار و مندوب سياسة المدينة انه من "الضروري تنظيم الجالية الوطنية المقيمة بالخارج" كما دعا إلى "توجيه الطاقات و الحصول على رؤية جديدة و طريقة تفكير جديدة". أما السيدة الزهرة آيت ماتن النائبة الأولى لبلدية الدائرة السابعة بليون فقد أعربت عن "اسفها" لغياب "الاهتمام سيما تجاه الشباب". كما أوضحت "أن شباب جاليتنا لا يشاركون تقريبا في مختلف الانتخابات الفرنسية و بالتالي لا يؤثرون بشكل أو بآخر في مختلف المواعيد الانتخابية". وتأسفت المتدخلة ذاتها "للاعتداءات الممنهجة والمتكررة" التي يتعرض لها المنتخبون من اصل جزائري داعية الحكومة الجزائرية الي "حماية الجالية الوطنية". من جهتها، ركزت السيدة بوداود نائبة رئيسة المجلس الجهوي لمدينة ليون على الدور المنوط بالجمعيات "في تعزيز الروابط بين الجزائروفرنسا من جهة وداخل الجالية الوطنية من جهة أخرى". اما الاستاذ صنهاجي فقد تاسف "للعراقيل البيروقراطية التي تعيق كل المبادرات" مستدلا علي ذلك بمشروعه الخاص بفتح مخبر لعلم الفيروسات في تيزي وزو وانشاء اقطاب امتياز في الجامعات والمؤسسات المتطورة ومراكز البحوث. ثم تدخل بدوره الاستاذ خالد اعوابدة رئيس جامعة سانت اتيان ليلح علي "انفتاح الجامعات الجزائرية على العالم" وعلى ضرورة مشاركتها في مشاريع اوروبية والاستفادة اكثر بالتمويلات المخصصة للبحث العلمي". وعلى اثر هذا اللقاء تم تنصيب لجنة متابعة وتعيين منسقين اثنين وهما الاستاذ لحلو ممثلا عن الجامعيين وناصر خباط عن المنتخبين. وتم الاتفاق علي تنظيم لقاءات مماثلة على مستوي القنصلية العامة للجزائر في ليون لصالح الفئات المهنية الاخري. وحدد السيد بن عطالله شهر سبتمبر كتاريخ لعقد اجتماع يضم كل الفئات المهنية "على اساس العمل الذي ستنجزه مجموعتا العمل" حسبما جاء في بيان الوزارة.