تسود أجواء بهيجة ومتميزة بعاصمة الزيانيين مع اقتراب موعد إعطاء إشارة انطلاق المرحلة الدولية لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" يوم السبت القادم. وتعيش "جوهرة المغرب العربي" منذ عدة أيام على وقع هذه التظاهرة الدولية الهامة التي سيعطي إشارة انطلاقها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بحضور عدد كبير من الوفود والشخصيات من العالم الإسلامي. وقد أضفت الصور العملاقة لرئيس الجمهورية ولافتات الترحيب بقدومه على طول الشوارع وكذا لوحات كبيرة تحمل رمز التظاهرة بمدخل والمحاور الرئيسية للمدينة والرايات الوطنية وتلك الخاصة ببلدان العالم الإسلامي ولافتات كتبت عليها عبارات الترحيب ونافورات المياه المتدفقة أجواء احتفالية بمدينة تلمسان. وسخر المنظمون كل الوسائل والإمكانيات اللازمة من أجل انجاح هذ التظاهرة الكبيرة .ومما لا شك فيه أن تلمسان قد اكتست أجمل حلة لتعيش على وقع هذا الحدث الدولي وتكون كذلك في مستوى سمعتها كمدينة مضيافة ومتسامحة. وقد لاحظ سكان المدينة مثلهم مثل مئات الضيوف والفنانين والصحفيين والتقنيين وغيرهم من المهنيين الذين تنقلوا عبر المدينة أنه حتى الحافلات التابعة للمؤسسة المحلية للنقل الحضري تشارك بدورها في صنع مثل هذا الأجواء حيث تحمل هذه الحافلات رسالة ضوئية للترحيب بالضيوف باللغات العربية والفرنسية والانجليزية وضعت في الحيز الذي يشير عادة الى وجهة المركبة. وقد رفع المسؤولون المكلفون بضمان السير الحسن لهذه التظاهرة تحدي تنظيم حدث ثقافي دولي بهذا الحجم. "إنها مسألة شرف وفرصة للتعريف بما تزخر به منطقتنا التي تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الحضارة الإسلامية" كما صرح به جامعي كان متواجد بدار الثقافة "عبد القادر علولة" التي احتضنت العرض الأول لفيلم "القوال" لبوعلام عيساوي. وقد استقطبت قاعة العرض جمهورا غفيرا لمتابعة هذا الفيلم حيث تنقل البعض رفقة أفراد العائلة ليؤكد المتفرجون بذلك سمعتهم كجمهور مطلع ومهتم يعرف كيف يستمتع بالأشياء الجميلة. وتطمح المدينة التي تعرف توسعا كبيرا الى الاستفادة من الانعكاسات الإيجابية لهذا الحدث بما في ذلك تعزيز منشآتها بإنجازات جديدة وراقية على صعيد الهندسة المعمارية وذات أهمية في مجال الخدمات والوظائف التي تقدمها لفائدة السكان. وقبل يومين من انطلاق التظاهرة تستعد تلمسان لاستقبال الوفود القادمة من العديد من البلدان ومن مختلف القارات منها الأعضاء في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وقد أكد 29 بلدا من أعضاء هذه المنظمة مشاركتهم اضافة الى 12 بلدا أخرا كالصين والهند واسبانيا والبرتغال والولايات المتحدةالأمريكية. وبعد افتتاح المرحلة الوطنية لهذه التظاهرة تزامنا مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ستعرف المرحلة الدولية مشاركة عدد كبير من البلدان التي ستتحف طوال العام الجاري سكان المدينة والمنطقة بثراء تراثها الثقافي والفني. وبالنظر لهذا العدد الكبير من البلدان المشاركة فقد اضطر المنظمون الحريصون على ضمان نجاح التظاهرة الى تقليص مدة المشاركة من أسبوع إلى ثلاثة أيام لكل بلد. وفي سهرة يوم غد الجمعة سيكون سكان تلمسان على موعد مع استعراض لعربات فنية مزينة تمثل كل واحدة منها جانبا يتصل بالتاريخ والحضارة والثقافة الإسلامية. وسيشهد الافتتاح الرسمي للمرحلة الدولية يوم السبت القادم تقديم أمام الضيوف عرض "صدى الإيمان" بالخيمة العملاقة التي نصبت بهضبة "لالا ستي" المطلة على عاصمة الزيانيين. وسيتابع المثقفون والفنانون والمفكرون و الجامعيون الباحثون والجمهور الواسع عموما طوال هذه السنة مئات النشاطات المتعددة المجالات والمواضيع المبرمجة في هذا الاطار بمدينتهم التي اختيرت لكي تكون عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011.