فيينا - إختتم الاجتماع الوزاري للدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك في فيينا يوم الأربعاء بإقرار وزراء النفط للدول الاعضاء الابقاء على نفس حصص الانتاج الحالية والمقدرة ب 48ر24 مليون برميل يوميا بعد عدم تمكنهم من تحقيق اجماع على رفع سقف انتاج المنظمة التي تضمن نحو 40 بالمائة من النفط المعروض على المستوى العالمي. وصرح الامين العام للمنظمة عبد الله البدري في ندوة صحفية عقب الاجتماع الدوري "ان اعضاء الاوبك لم يتمكنوا من التوصل إلى اجماع بشان تغيير سقف الانتاج" موضحا ان الوزراء المجتمعين لم يتوصلوا إلى اجماع بخصوص رفع سقف انتاج دول المنظمة حيث ابقي على السقف المعمول به منذ يناير 2009. وقال البدري: "للاسف لم نتمكن من التوصل إلى توافق على خفض او زيادة الانتاج" مشيرا إلى انه تقرر عمليا عدم تغيير السياسة الحالية الا انه عبر عن امله —من جهة اخرى— في ان تعقد المنظمة اجتماعا جديدا في غضون ثلاثة اشهر. و أفاد في ذات الاطار بانه تقرر عقد الاجتماع المقبل للمنظمة يومي 13 و14 ديسمبر المقبل في فيينا. وهذه هي المرة الثامنة على التوالي التي لم تغير اوبك سقف انتاجها الرسمي منذ ديسمبر 2008 (والذي دخل حيز التطبيق في يناير 2009) عندما قررت خفض المعروض بأكثر من 4 ملايين برميل في اليوم بسبب تأثر الطلب والسعر سلبا جراء الركود الاقتصادي في العالم آنذاك. ويأتي قرار المنظمة بعدم تغيير حصص الانتاج لدولها الاعضاء 12 بعد أن رجح قسم الابحاث في اوبك قبيل الاجتماع لجوء وزراء المنظمة إلى رفع سقف الانتاج خلال هذا الاجتماع العادي الدوري 159. وصرح حسن قبازرد مسؤول هذا القسم بالقول "ان اوبك تتوقع ان يشهد النصف الثاني من العام الجاري تزايدا ملحوظا في الطلب العالمي على الخام وعلى خلاف الوتيرة البطيئة التي كان عليها الطلب خلال النصف الاول من العام الجاري". كما اقترحت لجنة متخصصة على مستوى المنظمة رفع سقف الانتاج ب1 مليون إلى 5ر1 مليون برميل في اليوم وهو الاقتراح الذي قوبل بالرفض من قبل عدد من الدول الاعضاء على غرار ايران و فنزويلا. وخلال الاشغال طالبت اربع دول خليجية برفع انتاج المنظمة ب 5ر1 مليون برميل يوميا بهدف مواجهة ارتفاع أسعار النفط العالمية وتجنب تأثيرها السلبي على زيادة معدلات التضخم وتهديد حالة تعافي الاقتصاد العالمي حسبما اشار اليه وزير النفط السعودي علي النعيمي الذي ذكر بأن 7 دول عارضت هذا المقترح وهي الجزائر وليبيا وانغولا والاكوادور وفنزويلا و العراق وايران. وتميز الاجتماع بعقد جلسة مشاورات مغلقة ضمت وزراء الدول الاعضاء لبحث تطورات العرض والطلب على النفط في ضوء التطورات السياسية والاقتصادية التي يمر بها العالم العربي حاليا. كما التئم هذا اللقاء وسط دعوات برفع سقف الانتاج لتهدئة الاسعار المرتفعة مع توقعات تشير إلى ارتفاع الطلب على الخام في النصف الثاني من العام الحالي. وعقب اعلان قرار الابقاء على حصص الانتاج دون تغيير ارتفعت اسعار النفط الخام في كل من لندن ونيويورك بشكل ملحوظ. وزادت اسعار خام برنت بلندن تسليم جويلية بدولار واحد لتصل إلى 117.78 دولار للبرميل متحركة في نطاق بين 115.75 دولار و118.43 دولار فيما ارتفع الخام الامريكي الخفيف بأكثر من دولارين مباشرة عقب الاعلان عن عدم تمكن وزراء نفط "أوبك" من التوصل لاتفاق على زيادة الامدادات وقرارهم الابقاء على سياسة الانتاج على حالها. ومن جهة اخرى ذكرت امانة المنظمة ان سعر سلة خاماتها 12 ارتفع امس الثلاثاء ب57 سنتا ليستقرعند معدل 66ر110 دولار للبرميل بعد ان كان 09ر110 دولارللبرميل يوم الاثنين الماضي. علما ان المعدل السنوي للسعر المرجعي قدر ب45ر77 دولار للبرميل.