تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» غدا الخميس اجتماعا تقييميا لوضعية سوق النفط العالمية، وسط توجه عام بالإبقاء على نفس حصص الانتاج في ظل استمرار اسعار النفط في مستويات مقبولة من قبل المستهلكين والمنتجين على حد سواء. وحسب التقارير المتداولة حول لقاء هذا الخميس، فان جل وزراء النفط متفقون مبدئيا على عدم احداث اي تغيير على مستوى انتاج المنظمة المقدر فعليا ب 26،8 مليون برميل في اليوم، رغم ان السقف الذي اقرته اوبك في اجتماعاتها السابقة 24،8 مليون برميل في اليوم، بما يعني تجاوز المقدار الرسمي بمليونا ب /ي. وقبل اجتماع أوبك بأيام قلائل صرح وزير النفط السعودي علي النعيمي انه «لاضرورة لتعديل حصص انتاج النفط في الاجتماع القادم، بما ان سعر النفط الحالي الذي يتراوح في المتوسط مابين 70 و 80 دولار يعد مثاليا». وفي نفس السياق، اكد وزير النفط الايراني مسعود مير كاظمي ان «اوبك لن ترفع الحد المستهلك للانتاج خلال اجتماعها في فيينا». وكان وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، صرح قبل يومين ان سعر 90 الى 100 دولار للبرميل سيكون معقولا، وانه خلال لقاء هذا الخميس مع نظرائه في اوبك، سيثير موضوع تراجع قيمة الدولار وتأثيره على ارباح الدول المنتجة. ويأتي الاجتماع التقييمي لدول أوبك في ظرف يتميز باستمرار تسجيل مستويات مرتفعة في أسعار النفط، حيث بلغت قبل ايام فقط ارقاما قياسية لم تسجل منذ اكثر من خمسة اشهر ببلوغ سعر البرنت المرجعي لبحر الشمال 86 دولار للبرميل و 84،4 دولار للبرميل بالنسبة للخام الامريكي الخفيفي، وذلك بسبب تدهور سعر صرف العملة الامريكية، وهو ماعزز موقف دول اوبك المبدئي من ان اي تغيير في سقف انتاج المنظمة غير مطروح بعد استقرار في الانتاج استمر لاكثر من سنة، عقب مرحلة عصيبة مرت بها اسواق النفط العالمية بفعل التراجع السريع للاسعار خلال نهاية عام 2008 وبداية عام 2009، لترتفع مجددا الى مستويات مربحة متجاوزة حاجز 80 دولار للبرميل منذ بداية العام الحالي. يعزز موقف اوبك من عدم تغيير انتاج المنظمة رغم وجود فائض في العرض وعدم التزام الدول بحصص انتاجها توقعات تقارير أمريكية من استمرار ارتفاع الاسعار في الفترة القادمة وقيمة العملة الامريكية مقابل العملة الاوربية وتزايد النمو الاقتصادي في الصين، الذي يعد اكبر مستهلك للنفط في العالم. لكن رغم الاطمئنان النسبي الذي يسود وزراء النفط في المنظمة من الوضعية الحالية للسوق النفطية، الا ان مخاوفا حقيقية تنتاب نفس المنظمة من ارتفاع نسبة عدم التزام بعض الاعضاء فيها بحصص انتاجها وتجاوزها بكثير، وهو ماعكسه التقرير الشهري الاخير للمنظمة الذي اشار الى توقع انخفاض الطلب على نفط اوبك خلال الربع الرابع من العام الجاري في ظل تباطؤ الطلب وارتفاع مستويات المخزون وانعكاساتهما المحتملة على اسواق النفط. وحسب ذات التقرير فان تجاوز سقف الانتاج المتفق عليه بمليونا برميل ساهم في تراجع نسبة الالتزام بخفض سقف الانتاج الى 56٪ مما يتوجب على اوبك وحسب خبراء في النفط، خفض مستويات الانتاج الفائضة خلال الربع الرابع من العام الجاري لخفض مخزونات النفط بما يناهز 100 مليون برميل اجمالا.