الجزائر- أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي يوم الاثنين إصدار مذكرة إيقاف بحق الزعيم الليبي معمر القذافى بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" وذلك وسط تكهنات بتسوية سياسية وشيكة للنزاع في ليبيا . ويأتي قرار المحكمة الجنائية الدولية الذي رحب به المتمردون والدول الغربية الحليفة بتوقيف كل من العقيد معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ومدير الاستخبارات عبد الله السنوسي بتهمة ارتكاب " جرائم ضد الإنسانية " طبقا لطلب من المدعي العام للمحكمة لويس مورينو أوكامبو الذي قدمه يوم 16 ماي الماضي.ويتهم المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية الشخصيات الليبية الثلاث بارتكاب "جرائم" ضد السكان المدنيين منذ 15 فبراير الماضي وخصوصا فى طرابلس وبنغازى ومصراتة. وحسب احصائيات للامم المتحدة اعتمد عليها لويس اوكامبو في تحقيقاته التي باشرها منذ 3 مارس الماضي بعدما فوضه مجلس الامن القيام بذلك قبل حوالي اسبوع من هذا التاريخ فان التمرد فى ليبيا خلف الاف القتلى واجبر نحو 650 الف ليبى على الفرار الى خارج البلاد فيما نزح نحو 243 الفا اخرين الى مناطق اخرى فى الداخل البلاد. ورحب المجلس الوطني الانتقالي الليبي بقرار المحكمة الجنائية الدولية وقال رئيسه مصطفى عبد الجليلإن أن صدور مثل هذا القرار" يسقط قدرة القذافي على المشاركة في اي حوار بشأن مستقبل ليبيا ". كما أعلن الإتحاد الأوروبي دعمه لقرار المحكمة وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون إن الاتحاد الأوروبي "يدعم عمل المحكمة الدولية التي تؤدي دورا رئيسا في إحقاق العدالة" . ودعا الإتحاد الاوربي إلى ضرورة تمكين المحكمة من التعاون التام والتحقيق القضائي بشكل مستقل في ليبيا. ومن جهته اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن مذكرات الاعتقال هذه "تظهر مرة أخرى أن القذافي فقد الشرعية وعليه أن يذهب فورا ". وعبر عن دعم المملكة المتحدة القوي للمحكمة الجنائية الدولية ودعا الحكومة الليبية للتعاون بشكل كامل مع التحقيق الذي تجريه المحكمة". اما وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي فاعتبر أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال ضد العقيد الليبي معمر القذافى تثبت أن المسألة "ليست معرفة ما إذا كان يتعين عليه أن يترك الحكم, وإنما كيف ومتى يتركه". وقال جوبي في تصريح اليوم, أن فرنسا تبحث حاليا مع شركائها في التحالف الدولى والاتحاد الافريقي والدول العربية, "التوصل إلى حل سياسي يتيح التوصل إلى وقف إطلاق نار ووقف التدخل العسكرى" مستبعدا تواجد قوات فرنسية على الاراضى الليبية خلال الأسابيع القادمة. وكان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قد ركز في تصريح له اليوم ايضا على مرحلة التفاوض لتجاوز الأزمة الليبية الراهنة وقال ان هذا التفاوض "ليس ممكنا فقط بل ينبغي أن يتم بسرعة" غير انه اكد على ضرورة عدم " مشاركة القذافي فيه". وكانت لجنة الوساطة للاتحاد الإفريقي حول إفريقيا أعلنت عقب اجتماعها في بريتوريا بجنوب إفريقيا امس موافقة العقيد معمر القذافي على عدم المشاركة في المفاوضات المحتملة بشان وقف إطلاق النار وإجراء حوار وطني لرسم ملامح الفترة الانتقالية في ليبيا. وتدعم الصين مساعي الاتحاد الإفريقي لإنهاء الصراع في ليبيا واكد سفير الصين بالجزائر ليو يوهي اليوم ان بلاده تدعم خارطة طريق الاتحاد الإفريقي الداعية الى "وقف فوري لاطلاق النار" .وكان رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو قد جد د من لندن اليوم على موقف بلاده الداعم لحل النزاع في ليبيا عبر "وسائل سياسية سلمية لتقليل الاضرار البشرية خاصة الاضراربالمدنيين الابرياء" مشيرا الى ان بكين سعت في هذا الاتجاه خلال الاتصالات التي اجرتها فى الاونة الاخيرة مع كل من الحكومة والمعارضة فى ليبيا. كما طالب الامين العام للجامعة العربية السابق عمرو موسى اليوم في القاهرة بضرورة "وقف اطلاق النار في ليبيا تحت إشراف دولي". رافضا أي شكل من أشكال "الغزو أو الاحتلال أو التقسيم" لليبيا. وتناولت مجلة "تايم" الأمريكية في عددها الأخير موضوع حل النزاع في ليبيا بالطرق السياسية واعتبرت ان هناك "مؤشرات عسكرية ودبلوماسية" على الاتجاه في هذا النحو مستشهدة بالحراك الدولي لحل النزاع سلميا هناك. وبعد ان اشارت " تايم " الى حالة الجمود التي تشهدها العمليات العسكرية على الارض بعد مرور100 يوم على بدايتها خلصت الى أن التوصل لحل عن طريق التفاوض "بات وشيكا" بسبب عدم قدرة الحلفاء الغربيين عن الاستمرارفي الوفاء بالتزاماتهم تجاه المتمردين وزيادة الانتقادات من طرف الاتحاد الأفريقي والصين وروسيا والجامعة العربية للحملة العسكرية بعد أن تحولت "بشكل واضح" إلى عملية "لتغيير النظام". واعتبرت المجلة أن أحد المؤشرات على قرب التوصل لتسوية هو تركيز الأوربيين على السبل الدبلوماسية منوهة في هذا الصدد بمساعي الاتحاد الافريقي ولا سيما الخطوات التي قام بها الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما الذي استطاع اقناع القذافي بالبقاء بعيدا عن اية مفاوضات سلام محتملة مع المعارضين لنظامه. واتهمت الحكومة الليبية اليوم من جديد حلف شمال الأطلسي "ناتو" بمحاولة اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي اثر قيام طائراته قبل الظهر بقصف حافلة مخصصة لتنقلات العقيد القذافي وذلك قرب باب العزيزية بطرابلس. وكانت لجنة الاتحاد الإفريقي للوساطة في ليبيا قد انتقدت قصف الحلف الأطلسي المتواصل لليبيا واعتبرت أن ذلك " يثير قلق اللجنة والاتحاد الإفريقي ". وصعد رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما من لهجته تجاه " الناتو" وقال إن القرار الدولي الذي يستخدمه حلف شمال الأطلسي لتبرير قصفه لليبيا "لا يجيز تغيير النظام أو الاغتيال السياسي" للزعيم معمر القذافي.