الجزائر - تزامن الدخول المدرسي هذه السنة مع عيد الفطر المبارك و ما يصاحبه من اقتناء لملابس العيد و تحضير الحلويات التقليدية أنهك ميزانية العائلات متوسطة الدخل التي أنفقت نسبة كبيرة من ميزانيتها خلال الشهر الفضيل الذي شهد ارتفاعا في الأسعار. و على غرار ما ألفه المواطن خلال فترة المناسبات خاصة الأعياد الدينية يلجأ التجار بغية تحقيق الربح السريع إلى الرفع من الأسعار سواءا تعلق الأمر بملابس العيد لاسيما الخاصة بالأطفال التي يكثر الطلب عليها أو مستلزمات صناعة الحلويات التقليدية التي تضفي جوا خاصا في هذه المناسبة الدينية. و في هذا الصدد يشتكي أغلبية الآباء الذين يسجلون إقبالا كبيرا رفقة أبنائهم على مختلف أكبر الأسواق بالجزائر العاصمة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان على غرار سوق علي ملاح بساحة أول ماي و سوق باب الواد من غلاء ملابس العيد خاصة الأغراض المخصصة للأطفال التي فاقت أسعارها ملابس الكبار. و نفس الأسعار المرتفعة تم تسجيلها عبر مختلف محلات بيع الألبسة المستوردة وسط العاصمة, فيما تبقى محلات بيع المنتجات المصنوعة محليا أو تلك المستوردة من الصين الحل الوحيد للعائلات محدودة الدخل نظرا للأسعارها المعقولة. و كشفت أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة و تسعة سنوات كانت بصدد شراء كسوة العيد لأطفالها بسوق علي ملاح (ساحة أول ماي) أن الأسعار جد مرتفعة مؤكدة أنها تعمد إلى إدخار الميزانية المخصصة لهذه المناسبة منذ بداية السنة حتى يتسنى لها شراء كل ما يطلبه أبناؤها. و تضيف " لقد فاق المبلغ الإجمالي لشراء ملابس العيد لأطفالي الثلاثة 21 ألف دج حيث كلفتني بدلة العيد لطفلتي التي لم تتجاوز سن الأربعة سنوات 5000 دينار دون احتساب سعر الحذاء الذي بلغ سعره 2000 دينار إلى جانب بعض الإكسسوارت التي تضاف إلى ملابس العيد". كما أبدت ذات المتحدثة رضاها لتزامن حلول عيد الفطر المبارك هذه السنة مع الدخول المدرسي كون ألبسة العيد ستكون هي نفسها ألبسة الدخول المدرسي. و تأسفت سيدة أخرى لعدم قدرتها على اقتناء جميع أغراض كسوة العيد بالنظر لمحدودية دخل زوجها الموظف حيث تعمد إلى شراء الملابس دون الأحذية. و رغم الأسعار المرتفعة تجد أغلبية الآباء رغم تذمرهم من هذه الوضعية يعمدون إلى شراء جميع متطلبات أطفالهم الذين ينتظرون ببراءة حلول عيد الفطر المبارك بفارغ الصبر. اقتناء الحلويات التقليدية عبء آخر يضاف لميزانية العائلات و في إطار التحضيرات لإستقبال عيد الفطر المبارك تشهد مختلف محلات بيع الحلويات التقليدية اقبالا كبيرا من طرف ربات البيوت الاتي فضلن اقتناء الحلويات التقليدية جاهزة بدل تحضيرها في البيت كما هو متعارف عليه رغم ارتفاع ثمنها حيث يتراوح سعر الحبة الواحدة بين 40 و 50 دينار. و أكد أحد أصحاب هذه المحلات أن نسبة كبيرة من زبانئه من النساء الماكثات في البيت في الوقت الذي كان يقتصر اقتناء الحلويات التقليدية خلال المناسبات على ربات البيوت العاملات لعدم قدرتهن على تحضير الحلويات التي تتطلب وقتا و جهدا كبيرين نظرا لضيق وقتهن. و أرجعت أغلبية زبونات هذه المحلات أسباب لجوئهن إلى اقتناء الحلويات التقليدية جاهزة بدل تحضيرها في البيت إلى الحرص على ضمان الحصول على الذوق و الديكور المناسب الذي يمكنهن من التباهي بها عند زيارة أو استقبال الأقارب و الأصدقاء. من جهة أخرى تحرص بعض ربات البيوت على تحضير حلويات العيد في البيت بغية خلق جو خاص ينم عن إقتراب حلول عيد الفطر إلى جانب التخفيف من تكاليف الحلويات التقليدية خاصة مع ارتفاع مكوناتها على غرار اللوز و الجوز التي بلغت أسعارها ما بين 600 و 750 دينار للكيلوغرام الواحد. الفول السوداني (الكاوكاو) الذي يلاقي اقبالا كبيرا من طرف الفئة التي لا تسمح لها امكانياتها المادية بشراء المكسرات الباهضة الثمن عرف هو الآخر ارتفاعا في أسعاره حيث يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منه بين 350 و 400 دينار.