لم تعد تفصلنا إلا أياما قليلة لحلول عيد الفطر المبارك فكل النسوة هذه الأيام في سباق مع الوقت في جميع أسواق العاصمة قبل حلول موعد العيد ، الاستعدادات جارية في كل مكان، أجواء واكتظاظ غير اعتيادي تعيشها مختلف الأسر الجزائرية للاحتفاء بهذه المناسبة وهذا لشراء لوازم العيد خاصة ملابس العيد للأطفال . كما لا تقتصر استعدادات استقبال عيد الفطر المبارك على شراء الثياب فقط، بل إن هناك جانبا آخر يتعلق بإعداد الحلوى بمختلف أنواعها، رغم غلاء أسعار لوازمها، إلا أن ذلك لم يمنع ربّات البيوت من اقتنائها للتفنن في صنع ما لذّ وطاب من أصناف الحلويات، رغم أن بعضهن يفضلن شراءها جاهزة، في حين لا تزال أخريات متمسّكات بتقاليد زمان وذلك بالتجمع في بيت واحد لصناعتها. إقبال كبير على أسواق العاصمة ليلا تحولت معظم أحياء وأسواق العاصمة في ليالي رمضان إلى ما يشبه البازار المفتوح الذي يستقطب جموع أرباب الأسر مرفوقين بأطفالهم الذين يتهافتون هذه الأيام على اقتناء مستلزمات التمدرس من أدوات وملابس العيد حيث تعتمد بعض الأسر على جعلها مناسبة مزدوجة مع عيد الفطر الذي لا تفصلنا عنه سوى أياما معدودة ورغم الغلاء والميزانيات المرهقة إلا أن ليالي رمضان تحولت إلى نهار للتبضع في راحة تفقدها ربات البيوت في النهار فهذه المناسبتين أخلطتا رزنامة العيد من الأسر وتذمر الأطفال الذين وجدوا نفسهم أمام اختيار صعب إما اقتناء لباس المدريسة أو العيد حيث تشهد أسواق العاصمة على سبيل المثال ساحة الشهداء وبلكور وعلي ملاح في قبل العاصمة وسوق باش جراح والحراش وباب الزوار في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية حركة غير عادية خلال هذه الأيام القليلة التي تفصلنا عن عيد الفطر المبارك فهي من أهم الأسواق استقطابا في العاصمة بالإضافة إلى المحلات الكبرى في شارح حسيبة بن بوعلي وديدوش مراد والشهيد العربي بن مهيدي. من اجل اقتناء مستلزمات حلويات العيد محلات بيع لوازم الحلويات تشهد حركة نشطة في أواخر رمضان لقد تحول اهتمام ربات البيوت خلال هذا الأسبوع الأخير من شهر رمضان إلى التفكير في أنواع الحلويات التي ستتقبن بتحضيرها لعيد الفطر وهذا لاستقبال الضيوف بها وتوزيعها على كل الأقارب والجيران ، باعتباره يوم فرحة للمسلمين و أول يوم إفطار ، فرغم ارتفاع تكاليف لوازم لصنع الحلويات إلا أننا ومن ن خلال تجوالنا إلى بعض الأسواق لاحظنا تزاحم واكتظاظ كبير من طرف النسوة من اجل اقتنائها وقفزة نوعية في أسعار المواد التي تدخل في صناعة الحلويات، مثل الكاوكاو والسكر ونوات كوكو أما اللوز والجوز والفستق لم تعرف ارتفاعا كبيرا، لأن الطلب عليها قليل، فهي ليست في متناول عامة الناس. كما تعتمد النسوة خلال هته الأيام القليلة التي لا تفصلنا عن عيد الفطر المبارك إلى تنظيف البيوت وتزيينها وإعادة ترتيب أثاث البيت مثلما تفعل نعيمة التي قالت أن العيد فرصة لإعادة ترتيب أثاث البيت وتزيينها بكل ما يمكن أن يعطي للبيت صورة أنقى تزامنا مع هذه المناسبة السعيدة التي تكون فرصة لتبادل الزيارات وصلة الرحم وتعمل العائلات الجزائرية إلى تحضير أشهى أنواع الحلويات سواء تلك التي يتم تحضيرها في البيت ومن أهمها حلوى الدزيريات والبقلاوة والمقروط والعرايش وتشاراك الصامصة وتقول السيدة عقلية وهي أم لطفلين موظفة بإحدى المؤسسات الوطنية أنها شديدة الانشغال وان عملها يتطلب منها تكريس الكثير من الوقت من الوقت لتحضير حلويات العيد وإنها تضطر أحيانا إلى شرائها من أشهر محلات الحلويات متجاهلة تمام السعر الذي يصل في بعض أنواع الحلويات المصنوعة باللوز والفستق إلى 45 دج للقطعة الواحدة وفي هذا السياق لا زالت بعض العائلات متمسكون بعادات أجدادهم كوضع الحناء ليلة العيد وتوضع الحنة للصغار كما الكبار ويقول واضعوها بقولهم الحنة حنينة أي مدرة للحنان وباعثة على المودة للتبرك بهذا اليوم السعيد الا وهو عيد الفطر المبارك ومن جهة أخرى تتنافس ربات البيوت في تحضير أطباق خاصة خلال أيام عيد الفطر على غرار الشخشوخة وطاجين لحم الحلو والمثوم ومرق السفيرية ناهيك عن شطيطحة بوزلوف والكسكس باللحم . التشاراك والمقروط والبقلاوبة أهم الحلويات الشهيرة في عيد الفطر عيد الفطر المبارك، أفضل المناسبات لتجهيز الحلوى التقليدية في كل بلد، ولتبادل الزيارات بين الأقارب وشراء الملبوسات الجديدة وغيرها من العادات المتعارف عليها في العالم العربي في حين تفلن أخريات اقتناء الحلويات جاهزة ومازالت بعض العائلات الجزائرية تقوم بصنع الحلويات التقليدية خلال ليالي رمضان الأخيرة من كل عام بتخصيص ميزانية لشراء لوازم صناعة حلويات العيد الشهيرة كالبقلاوة والمقروط والتشاراك والغريبة وغيرها من الحلويات التي ما زالت تتربع على عرش مائدة عيد الفطر المبارك. وهناك العديد من العائلات التي تفضل ان تحضر الحلويات بصفة جماعية في المنازل وخصوصا الأسر التي تقطن في الأحياء الشعبية من العاصمة الجزائرية. وتشير الحاجة زهرة وهي من سكان (الحراش ) إلى انه "في السابق كانت الأسر تتكاتف وتتعاون من اجل تحضير حلوى عيد الفطر فيما بينها في جو يميزه التسامر والضحك ولكن في الوقت الحالي بدأت هذه العادة تتلاشى مع مرور الزمن". وأضافت أن "العيد بدأ يفقد نكهته في بلادنا حيث أصبحت بعض الأسر تقتني حلويات العيد من المخابز ومحلات بيع الحلوى". بعض الأسر الأخرى تفضل شراء حلوياتها من المحلات المخصصة لبيعها من جهة أخرى هناك بعض العائلات الجزائرية التي تفضل شراء الحلويات من المخابز بالنظر إلى ضيق الوقت وخصوصا بالنسبة للأسر التي تشتغل فيها الأم خارج المنزل وبذلك تضطر إلى اقتناء كمية قليلة من محلات صنع الحلوى. ومسألة الوقت هي التي لم تمكن السيدة نعيمة وهي موظفة في إحدى الشركات من تحضير حلويات العيد في المنزل حيث قالت "ما باليد حيلة لقد اضطررت لشراء الحلوى وعدم تجهيزها بنفسي بسبب ضيق الوقت". وعند التوجه إلى احد محلات الحلويات بقلب العاصمة الجزائرية أكد احمد وهو احد الباعة أن الطلب على الحلوى يتزايد بصفة كبيرة خلال ايام عيد الفطر . وسيلة ام لطفلين ترى أن صناعة حلويات العيد في المنزل ليست مهمة ولم يعد لها معنى وتقول" يذهب زوجي قبل العيد بيوم ويشتري لنا جميع أنواع الحلوى التي نشتهيها ولا يمكن لنا أن نصنعها بنفس الإتقان والجودة, حتى الأطباق الشعبية أصبحت تباع جاهزة". وتضيف قائلتا أنها ترفض مثل هذه العادات وتراها مجحفة وظالمة لحق المرأة لأنها تحصر مهامها فقط في المطبخ وتزيد من معاناتها اليومية. زيادة على ذلك فان كل شيء متوفر في المحلات وبتكلفة اقل. هي ليست وحدها في هذه الحالة,إذ أن العديد من النساء خاصة العاملات يلجأن إلى محلات بيع الحلويات على غرار عقيلة التي أكدت أنها لا تجد الوقت لا للتسوق ولا لإعداد الحلويات تقول "الوقت بالكاد يكفيني لشراء ملابس العيد لأولادي ورعاية أسرتي. تهافت النسوة لاقتناء كتب الحلويات قبيل حلول عيد الفطر على غرار محلات بيع الألبسة التي تشهد انتعاشا كبيرا عشية العيد تعرف المكتبات و أكشاك بيع كتب الحلويات إقبالا منقطع النظير هذه الأيام من قبل النساء اللائي تعكس صور تهافتهن على هذه الأماكن، تضاعف اهتمامهن بالحلويات العصرية و الوصفات العالمية وحتى التقليدية ، أين تجد التجمعات و ترى النساء منكبات يتصفحن الكتب و يتأملن بشراهة الصور الملونة و المغرية، فاعرف أن الأمر يتعلق بكتب الحلويات ، بعدما تحولت عادة اقتنائها قبل و خلال المناسبات الدينية إلى ظاهرة تستحق الوقوف عندها، لما يرافقها من هوس البحث عن مؤلفات أي "شيف" جديد يظهر بإحدى الفضائيات العربية أو الأجنبية تدخل كتب الحلويات في مقدمة مقتنيات كثير من السيدات خصوصا النساء العاملات واللاتي لا تتفرغن في الأيام العادية لإعداد مختلف أنواع الحلويات تجدها تتهافت على هذا النوع من الكتب سواء الخاصة بالحلويات التقليدية أم العصرية منها وهذا لإرضاء أذواق أفراد العائلة.