الجزائر - يحتضن المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات والخط العربي من 26 ديسمبر2011 الى 26 جانفي 2012 معرضا جماعيا للخط العربي والرسم على الزجاج. وسيكون قصر مصطفى باشا مقر المتحف لمدة شهر حاضنا للخط الفني العربي الذي حولته انامل موهوبة الى لوحات فنية اية في الجمال ساحرة للألباب وجذابة للعيون كما يتجلى من خلال الاعمال الفنية للفنانين الثلاثة المشاركين في المعرض الذي افتتحت ابوابه يوم الاثنين و هم طالب محمود وكور نورالدين من وهران والعاصمية لعدي فراح. ومن الوهلة الاولى يدرك الزائر المتأمل في اللوحات ال28 لطالب محمود انه فعلا امام مبدع عاشق للحرف العربي الانيق الذي حاول من خلال استعماله لسندات متنوعة (من قماش وورق صيني ..) ودمج فنون عدة من خط ورسم و نحث اظهار خصوصيات وجماليات هذا الخط و ليونة حروفه القابلة للتموج والتلون في انسجام كامل مع ريشة الفنان و مسايرة تخيلاته. ويقول الفنان طالب الذي يعتمد على الخط الحر عن هذا المعرض الذي شمل اعماله الجديدة انه ادخل تقنيات جديدة عليها و بشهادات العارفين كما اعطى ابعادا اخرى لأعماله خاصة باستعمال فن النحث و الفن التجريدي في المجموعة المعروضة التي فتحت المجال للحرف العربي للتجول و المرح في فضاء اللوحات لتقدم في النهاية اشكالا معبرة على الزائر اكتشاف اسرارها وفهم رسائلها. وسبق لهذا الفنان وان اقام عدة معارض بالجزائر كما انجز عدة جداريات ضخمة منها جدارية موجودة ببغداد. وتتجلى من اعمال الفنان كور نورالدين و عددها 28 لوحة مسحة خاصة من خلال اهتمام صاحبها بابراز القيمة الجمالية للحرف العربي. و قد استعمل نور الدين كما قال الوان الطيف حيث في اغلب اللوحات هناك تركيب لالوان انطلاقا من الالوان الداكنة و السير تصاعدا باستعمال الالوان الفاتحة بالتدريج ووصولا الى منبع الضوء الذي يرمز حسب هذا الفنان لذي وقع رمز الاسد لمهرجان وهران للفيلم العربي الى التفاؤل. وأضاف ان هذا التركيز على الالوان حتى الوصول الى منبع الضوء و تماسك الحروف و صعودها نحو القمة هو دليل على الاتحاد و اهميته في بناء الوطن في اشارة الى تأثر الفنان بما يجري من تغيرات حوله. و بخصوص مستقبل فن الخط في الجزائر قال الفنان المتأثر كثيرا بالخطاط العراقي خليل الزهراوي و الجزائري الهاشمي عامر ان "الخط العربي بدا يأخذ مسار ملفتا في الجزائر و ذلك بفضل الاهتمام و التشجيع الذي بدا يلقاه مؤخرا مستشهدا بإنشاء متحف خاص به و الذي يحتضن اليوم هذا المعرض. وقد سبق لهذا الفنان و ان شارك في عدة معارض بالجزائر و بالخارج حيث عرض في مدريد و دبي. وبتنقل الزائر الى الجناح الثالث من المعرض لتستقبله اضواء العاصمة و عبق روائح الفل و الياسمين التي تزين شرفات القصبة و البيوت العتيقة لاحياءها القديمة في هذا المعرض اختارت صاحبته الفنانة فارح لعدي شفافية الزجاج و بريقه السحري لتجسيد اثار و معالم العاصمة من قصور عتيقة و مقامات و مرافق، لقد ركزت هذه الفنانة الرهيفة الحس على الالوان الباهية المتناسقة مع سحر البحر و بريق اشعة الشمس الساقطة بدفئ على اجزاء من هذه المعالم الاثرية و الهندسة المعمارية الاصيلة التي تحتضن بكل حنان الجزائرالبيضاء و تعطيها طابعها المتميز. و تقول فرح ان هذه اللوحات" هي نداء لحماية هذا التراث الثمين و انقاذه من الدمار و التشويه ".كما خصصت الفنانة جزء من معرضها لليد في اشارة للبناء و الابداع خاصة ابداعات المراة حيث تحيط بهذه اليد اسماء لنساء الجزائر اسماء متميزة مثل "قوسم" و "حورية "و"طاووس "...و توضح الرسامة ان اليد في لوحاتها ترمز الى كل الاعمال الاباعية و الانجازات.