الجزائر - لاقت الانتخابات الرئاسية التي شهدها اليمن أمس الثلاثاء ترحيبا دوليا واسعا باعتبارها مرحلة هامة في مسار التحول الديمقراطي السلمي للسلطة في البلاد. ونوه وفد مجلس التعاون الخليجي المكلف بمراقبة الانتخابات الرئاسية في اليمن "بحسن سير" هذه الأخيرة وبالإقبال الكثيف للناخبين على مكاتب الاقتراع مشيدا "بوعي الناخبين" بالمرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد وضرورة تضافر الجهود للانتقال السلمي للسلطة بها. ومن جهتها رحبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ب"نجاح" الانتخابات الرئاسية في اليمن واعتبرتها "خطوة هامة" جدا في عملية التحول الديمقراطي في انتظار تحقيق باقي الخطوات التي من شأنها أن تشمل عملية الإصلاح السياسي والدستوري في البلاد. واعتبرت أن هذه الانتخابات "تبعث برسالة واضحة إلى العالم مفادها أن الشعب اليمني يتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا وديمقراطية". وبذات المناسبة دعا الإتحاد الأوروبي السلطات اليمنية إلى "بدء عملية الإصلاح والمصالحة والحوار الوطني لتمهيد الطريق أمام قيام دولة شاملة وديمقراطية ومدنية توفر حاجات كل اليمنيين". أما الممثلة السامية للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي كاترين اشتون فقد اعتبرت الانتخابات اليمنية "مرحلة هامة لانتقال السلطة في البلاد وفصلا جديدا في تاريخ اليمن". ومن جهته وصف رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز الانتخابات الانتخابات الرئاسية المبكرة ب "اليوم التاريخي". واعتبر المشاركة الواسعة لليمنيين "أبرز دليل" على وجود دعم هائل لعملية الانتقال الديمقراطي للسلطة في البلاد. ودعا شولتز الرئيس اليمنى التوافقي الجديد "عبد ربه منصور هادى" إلى "قيادة المرحلة الانتقالية بروح من المصداقية والجدية في العمل وانتهاج القنوات السلمية لذلك". ومن جانبها رحبت روسيا بالانتخابات معتبرة المشاركة الكثيفة لليمنيين "دليلا على عزم المواطنين على إنجاح التحول السياسي في البلاد بهدف المحافظة على وحدتها" ودعت كافة الأطراف إلى التعاون البناء مع الرئيس المنتخب. وفي ذات السياق أعربت عضو مجلس اللوردات البريطاني البارونة ايما نيكولسن عن "إعجابها البالغ" بالنجاح الذي حققته اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء في إعداد الانتخابات الرئاسية خلال فترة وجيزة. ونوهت إلى مستوى "الوعي" الديمقراطي الذي يتمتع به الشعب اليمني وتفاعله الكبير مع هذه الانتخابات الرئاسية. وكانت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي قد دعت ليلة تنظيم الانتخابات كافة الأطراف في اليمن إلى العمل معا لضمان نجاحها. وحسب النتائج الجزئية التي قدمها مسؤولون في اللجان الإشرافية فأن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات قد تجاوزت 60 بالمائة. وحسب رئيس اللجنة العليا للانتخابات في اليمن القاضي محمد حسين الحكيمي فإنه سيتم الإعلان رسميا عن النتائج النهائية للانتخابات فور وصول تقارير اللجان المتواجدة في المحافظات المختلفة خلال اليومين القادمين. وتم تنظيم الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن بمرشح توافقي واحد بناء على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية الموقعة في نوفمبر الماضي بعد تصاعد الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح الذي تربع على الحكم في البلاد لمدة تجاوزت 33 عاما. ومن المقرر أن يقود الرئيس الجديد لليمن حكومة انتقالية لفترة مؤقتة تستمر عامين تتمثل مهمتها في صياغة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات برلمانية وفقا للمبادرة التي توسط فيها مجلس التعاون الخليجي.