تونس - دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) يوم الثلاثاء إلى ايلاء" عناية اكبر" بترقية وتطوير اللغة العربية وتعميق مفاهيمها كي" يتسنى لها " مسايرة" التطورات المتسارعة التي يعرفها العالم. وشددت المنظمة في بيان لها بمناسبة الاحتفال بيوم اللغة العربية الذي يصادف الفاتح مارس من كل سنة على التفكير في مستقبل اللغة من خلال التركيز على السبل والوسائل الكفيلة بإخراجها من "الوضع الصعب الذي تتخبط فيه "وتمكينها من احتلال المكانة اللائقة بها إلى جانب لغات الأمم الأكثر تقدما في العالم. ودعت المنظمة التي تتخذ من تونس مقرا دائما لها العرب فى كافة انحاء العالم إلى التفكير فى " الوضع الراهن الذي يميز لغتهم القومية" باعتبارها عماد هويتهم والدرع الواقي لثقافتهم مبينة ان العربية تحتوي على كنوز ثراث العرب العلمي والادبي والديني كما انها تحتضن ابداع العرب الفكري المعاصر وهو ما " يؤهلها لتضطلع بالدور" الذى قامت به فى الماضى من خلال جمع صفوف العرب فى صلب امة عظيمة متماسكة لها مكانتها بين اقوى الامم واشدها تحضرا وتقدما. و أبرزت (الالكسو ) ان التفكير فى راهن اللغة العربية يعتبر " واجبا" على كل عربى يرى لغته مهددة فى وجودها جراء ما تلقاه من منافسة شرسة فى المؤسسات التربوية ووسائل الاعلام ودور النشر والمؤسسات الاقتصادية والعلمية على المستوى الدولي التي تشتغل فى معظم الاحيان بالحروف اللاتينية. و أكدت المنظمة ان اسباب هذا الواقع اللغوي المتردي يعود إلى "غياب السلطة اللغوية اليقظة " التى تسهر على سلامة اللغة وتحميها من التشويه والتحريف كما تعود الاسباب إلى عدم وجود مجمع عربى قوى موحد قادر على ترجمة المصطلحات العلمية فى جميع ميادين المعرفة والنشاط البشرى إلى اللغة العربية بالكم الضرورى والسرعة الكافية. وذكرت المنظمة بالمشاريع والبرامج التي أنجزتها من أجل ترقية اللغة العربية وتطويرها على غرار مشروع "النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة" معربة عن" اسفها " كون هذه الجهود "لم تفض إلى تحقيق الأهداف المنشودة " معتبرة أن الأمر مرهون "بالقرارات السياسية الموحدة التي ينبغي أن تتخذها الدول العربية وتلزم بها هياكلها ومؤسسات القطاع الخاص فيها". وخلصت (الالكسو) إلى القول ان الواقع الذي تشهده هذه اللغة يستدعي " إصدار قرارات سياسية عربية جريئة تضع حدا للوضع الراهن الذي تعرفه العربية وتفتح أمامها كل السبل التي تتيح لها الاضطلاع بدورها في نقل الأمة العربية إلى مجتمع المعرفة".