أعرب وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي يوم الخميس عن أمل الجزائر في أن تفضي الجهود المبذولة على الصعيدين العربي و الدولي إلى الوصول إلى حل "مرضي" بالنسبة للقضية السورية مشيرا إلى وجود "حظوظ" لإدخال معونات إنسانية إلى سوريا خلال الأيام المقبلة. و خلال ندوة صحفية نشطها رفقة نظيره الإيطالي جيوليو تارزي دي سانت أغاتا جدد مدلسي موقف الجزائر التي ترى بأن حل القضية السورية "يوجد بين أيدي السوريين أنفسهم" معربا عن أمله في أن تؤدي الجهود المبذولة إلى جعل أطراف النزاع "يحسون بالمسؤولية التاريخية أمام شعبهم والمجتمع الدولي". و توقف رئيس الديبلوماسية الجزائرية عند ما وصفه ب "تقاسم المسؤولية" بين الحكومة السورية و الأطراف الأخرى حيث دعا إلى "فتح باب الحوار" مبديا من جديد تأسف الجزائر لما يتم إحصاؤه يوميا من قتلى وجرحى "حتى و لو كان هناك تجاوزات إعلامية" بهذا الخصوص كما قال. و على الصعيد الإنساني صرح مدلسي بأن "هناك حظوظ في أن نرى خلال الأيام المقبلة امكانية إدخال معونات انسانية (للشعب السوري) ربما ليس في ظروف مثلى لكن مقبولة". و حول الوضع في ليبيا سجل مدلسي "ارتياح" الجزائر ل"عودة الأمور إلى مجراها" بهذا البلد و هو ما "سيسمح لليبيا الغد بأن تصبح بلد الحريات و بلدا موحدا ". كما عرج على القمة العربية المقررة نهاية الشهر الجاري بالعاصمة العراقية بغداد حيث وصف هذه القمة ب"الهامة" بالنظر إلى الوضع في المنطقة العربية حيث ستكون "فرصة لتعزيز المواقف العربية خاصة تجاه القضية السورية" إضافة إلى تقييم مدى تجسيد القرارت المنبثقة عن القمة الإقتصادية بالكويت و قمة شرم الشيخ. و من المنتظر أيضا أن يتضمن برناج عمل قمة بغداد الجانب التنظيمي للجامعة العربية و الذي يهدف إلى "تحسين أدائها و تمكينها من العمل بإنسجام و الإستفادة من تجاربها السابقة" يضيف مدلسي. و من جانبه أكد رئيس الدبلوماسية الإيطالية أن بلاده أرادت من خلال غلقها لسفارتها بدمشق "توجيه إشارة سياسية دقيقة للنظام السوري" داعيا هذا الأخير إلى بدء "حوار حقيقي" مع المعارضة و فتح قنوات لإدخال المعونات الإنسانية ف "من الاهمية بمكان تمرير لائحة أممية (في هذا الإطار) من أجل تخفيف معاناة الشعب السوري". كما عبر عن الإنشغال "العميق" لبلاده حيال الوضع الإنساني بسوريا الذي وصفه ب"الكارثة" مؤكدا تأييد الحكومة الإيطالية لتكريس الحوار عبر الخطة التي تبنتها الجامعة العربية و التي ترتكز على عدة نقاط أهمها إعادة بعث الحوار السياسي مع المعارضة وتمكين إدخال المساعدات الإنسانية لهذا البلد و إرسال ملاحظين مستقلين لتتبع الوضع. أما بالنسبة لليبيا فقد شدد وزير الخارجية الإيطالي على "ضرورة المساهمة في تطوير المسار الديموقراطي في هذا البلد".