صرح كمال رزاق بارا مستشار لدى رئاسة الجمهورية يوم الأحد بالجزائر العاصمة أن مكافحة الراديكالية العنيفة و نتيجتها الارهاب لا يمكن أن يكون الا عملا "متواصلا" يتطلب "نفسا طويلا". و في مداخلة له خلال افتتاح ملتقى حول الراديكالية و مكافحة هذه الظاهرة أكد بارا أنه "لا يمكن معالجة الارهاب الذي يعد الشكل الاكثر تطرفا للراديكالية العنيفة بصفة فعالة الا من خلال أحسن ادراك لمختلف المسارات المؤدية نحو هذه النتيجة" . و يعد هذا الملتقى الذي ينظمه المركز الافريقي للدراسات و البحوث حول الارهاب بالتنسيق مع وحدة الادماج و الربط لدول الميدان (الجزائر و موريتانيا و مالي و النيجر) فرصة لمناقشة المواضيع المرتبطة بالايديولوجيات المفضية للراديكالية و التطرف الديني خصوصا في هذا الظرف المتميز باعادة انتشار الارهاب بالمنطقة حسب المنظمين. في هذا الصدد أكد رزاق بارا أن هذا اللقاء "يمنح بالتأكيد لبلدان المنطقة الفرصة لتبادل الخبرات و بحث أفضل التجارب الخاصة بنشاطاتهم في مجال الوقاية من الراديكالية العنيفة و مكافحتها". و يرى نفس المسؤول أن "الوضع سواء كان على الصعيد الاقليمي أو الدولي يستوقفنا يوميا خاصة بالنظر الى حجم العنف الناتج عن الراديكالية القاتلة و التي يشكل الارهاب السلفي-الجهادي و ارهاب الحركات العنصرية لليمين المتطرف ببعض البلدان الغربية أهم المظاهر في الوقت الراهن". و فيما يخص الجزائر أبرز رزاق بارا المبادرات السياسية المتعلقة بالوئام المدني في سنة 1999 ثم المصالحة الوطنية في سنة 2005 مدعمة بتنفيذ مخطط طموح للتنمية و الانعاش الاقتصادي و الاجتماعي مضيفا أن هذه المبادرات "أدت ليس فقط الى الفشل العسكري بل أيضا الى الهزيمة السياسية للارهاب المرتبط بالجماعات المسلحة". كما اعترف المتحدث ب "تعقد" مكافحة هذه الظاهرة لاسيما على ضؤ الاعتداءات الارهابية المرتكبة خلال الاشهر الأخيرة بالمنطقة على الخصوص تلك التي مست الأهداف الرمزية و اللجوء الى اختطاف الرهائن مع طلب فديات. في نفس السياق اشار رزاق بارا أنه اذا كان بالامكان قليص حجم الضرر الاجرامي للارهاب من خلال "تطبيق وسائل عملية مناسبة" فان الأمر ليس كذلك عندما يتعلق بأفكاره التي تتطلب "رؤية تاريخية من أجل تطهيره". كما اقترح يقول "بامكان منطقتنا تجسيد ارادة القارة في مواجهة هذا الخطر الكبير من خلال تكييف الخطاب ضد هذه الآفة مع الواقع المعقد ميدانيا".