سيتم اليوم الخميس بقصر الشعب بالجزائر العاصمة، عرض جثمان الفقيد أحمد بن بلة لتمكين أفراد الاسلاك النظامية و المواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة عليه على أن تشيع جنازته غدا بعد صلاة الجمعة بمربع الشهداء بمقبرة العالية (الجزائر). وقد انتقل أول رئيس للجزائر المستقلة أحمد بن بلة (1962- 1965) الى رحمة الله أمس الأربعاء عن عمر ناهز 96 سنة حيث كان الفقيد عضوا مؤسسا لمنظمة الوحدة الإفريقية كما ترأس منذ سنة 2007 مجموعة العقلاء للاتحاد الأفريقي. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد اعلن حدادا وطنيا لمدة ثمانية (8) أيام في كافة أرجاء التراب الوطني ابتداء من أمس الاربعاء. وأكد رئيس الجمهورية في برقية تعزية بعث بها الى عائلة الفقيد أنه بوفاة الرئيس الاسبق أحمد بن بلة الذي وافته المنية أمس تكون الجزائر فقدت رجلا من رجالاتها التاريخيين العظام و حكيما من صفوة حكماء إفريقيا المتبصرين. وكتب الرئيس بوتفليقة "لقد إقترن اسم الفقيد بتاريخ الحركة الوطنية و ثورة التحرير الظافرة و بناء الدولة الحديثة و ترك بنضاله مآثر في مسيرة الجزائر و نهضتها منذ كان على رأس المنظمة الخاصة لحركة إنتصار الحريات الديمقراطية في أربعينيات القرن المنصرم". ومن جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، أن الجزائر فقدت برحيل أحمد بن بلة "مناضلا و مجاهدا من الرعيل الأول و من الرموز الذين ساهموا في تحرير الجزائر من ربقة الاستعمار". أما الوزير الاول السيد أحمد أويحيى فقد أعتبر رحيل الرئيس الاسبق أحمد بن بلة "خسارة كبرى للجزائر خاصة و للعالم العربي والافريقي عموما" وأن بوفاته "تفقد الجزائر قلعة من أكبر قلاعها". ومن جانبها، عبرت عدة تشكيلات سياسية و منظمات وطنية عن بالغ تأثرها لوفاة أول رئيس للجزائر المستقلة أحمد بن بلة. وبدورها خصصت الصحافة الوطنية مساحات هامة من صفحاتها لخبر وفاة أول رئيس للجزائر المستقلة واصفة اياه بأحد أبرز وجوه الحركة الوطنية والكفاح ضد الاستعمار في إفريقيا والعالم. وأجمعت العناوين الوطنية على أن الجزائر فقدت بوفاة الرئيس بن بلة أحد رموزها وقادتها وأحد الكبار الذين صاغوا صفحات تاريخ الأمة ومجدها في العصر الحديث.