يتواصل العنف في محافظات سوريا المختلفة مخلفا قتلى وجرحى في انتهاك مستمر لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 12 من شهر أفريل على الرغم من وجود مراقبي الأممالمتحدة لمراقبته مما دفع الامين العام للامم المتحدة الى توجيه تحذير شديد اللهجة للحكومة السورية من عدم التزامها بتعهداتها. وعرفت مدينة اللاذقية شمال سوريا بالخصوص وضعا متوترا اليوم السبت اثر انشقاق 30 ضابطا وجنديا من كتيبة الدفاع الجوي. وأعلنت المتحدثة باسم المركز الإعلامي السوري في اللاذقية سيما ملكي أن اشتباكات دارت فجر اليوم السبت قرب القصر الرئاسي في مدينة اللاذقية بين الجيش النظامي و نحو 30 عسكريا منشقين عن كتيبة الدفاع الجوي مضيفة أنه لم يعرف مصيرهم بعد. على صعيد متصل أفاد ناشطون سوريون بمقتل 10 أشخاص وإصابة آخرين إثر إطلاق قوات الجيش النار عشوائيا في منطقة "بخغة" بالقلمون . وأشارت لجان التنسيق المحلية في سوريا الى إن دوي انفجارات سمع في مناطق "المزة" و"كفر سوسة" و"القابون" و"برزة" و"ركن الدين" و"الصالحية" في دمشق. يشار إلى أن الهيئة العامة للثورة السورية أعلنت مقتل 21 شخصا أمس برصاص قوات الأمن السوري . ويتواصل مسلسل العنف هذا رغم محاولات المجتمع الدولي المتكررة لردع النظام السوري عن استخدام العنف كان أخرها ارسال بعثة للمراقبين الامميين الى هذا البلد لمراقبة وقف طلاق النار الساري منذ 12 أفريل الجاري والذي يعد جزءا من خطة سلام اقترحها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان. وفي هذا الاطار قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تصريحات من الهند التي يزورها في الوقت الراهن أن المراقبين العسكريين الدوليين في سوريا يفيدون باستمرار وجود الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية معربا عن قلقه البالغ بشأن عدم التزام الحكومة السورية بتعهداتها. وأعرب بان كي مون في مؤتمر صحفي في الهند عن قلقه البالغ لأنه على الرغم من التعهدات المتكررة بإنهاء العنف إلا أن أعمال القتل مستمرة بدون هوادة ويتواصل القصف والتفجيرات في المناطق المدنية. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن استمرار قمع السكان المدنيين هو أمر غير مقبول على الإطلاق ويجب أن يتوقف على الفور مشددا على ضرورة أن تنفذ الحكومة السورية التعهدات التي قطعتها على نفسها أمام العالم. كما اعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء استمرار أعمال العنف في سوريا. وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون في بيان لها انه "من الواضح ان السلطات السورية لا تحترم التزاماتها بسحب قواتها من المدن" معربة عن قلقها إزاء العنف المستمر في هذا البلد وما يمثله من انتهاكا لوقف إطلاق النار. ووجهت الدعوة إلى الوقف الفوري لأي شكل من أشكال العنف وإلى احترام بنود خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان لإنهاء الأزمة . ودعت النظام السوري إلى إطلاق سراح المعتقلين والسماح للصحافيين بالتنقل ووصول المساعدات إلى المتضررين . كما اعربت الولاياتالمتحدة عن خيبة أملها وإحباطها لإخفاق نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الوفاء بتعهداته في إطار خطة كوفي عنان. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إيرنست لقد "خاب أملنا من إخفاق نظام الأسد في الوفاء بوعوده التي قطعها في إطار هذه الخطة وننوي تكثيف الضغوط على نظامه وتشجيعه بأقوى العبارات الممكنة على القيام بواجباته وإلتزاماته التي قطعها في إطار خطة عنان". من جهتها اعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند عن عدم مشاركة بلادها بمراقبين في البعثة الدولية إلى سوريا واكتفاءها بتقديم الدعم المالي واللوجيستي لها. وقالت نولاند ان "خطة مبعوث الأممالمتحدة و الجامعة العربية كوفي عنان للتسوية لم تنجح بسبب عدم وفاء نظام الرئيس السوري بشارالأسد بالتزاماته المتعلقة بهذه الخطة المؤلفة من ستة نقاط ". للإشارة، من المقرر ان تقوم الأممالمتحدة بنشر 30 مراقبا على الارض في سوريا بحلول 30 افريل من اجمالى 300 مراقبا لوقف اطلاق النار في هذا البلد . و أقر مجلس الأمن الدولي السبت الماضي بعثة المراقبة الأممية في سوريا (أونسميس) من أجل توفير 300 مراقب عسكري مهمتهم مراقبة وقف اطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة ودعم خطة النقاط الست للسلام فى سوريا التي اقترحها عنان.