يواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الاسرائيلي يوم الخميس اضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السابع عشر على التوالي في ظل استمرار تجاهل اسرائيل لمطالبهم المشروعة فيما اعلن اليوم عن اتفاق فلسطيني عربي على نقل هذا الملف إلى الاممالمتحدة. و أعلن اليوم برام الله بالضفة الغربية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اتفقا خلال اتصال هاتفي اليوم على تحويل ملف الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات صحفية اليوم ان الجامعة العربية ستعقد اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين للتحضير لمؤتمر يتناول تحديد خطة العمل في هذا الملف. فمن المقرر ان تعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين يوم الأحد المقبل في مقر الجامعة العربية لمناقشة الوضع المأسوي للاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية. وفي هذا الشأن قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الجامعة العربية وسفيرها في مصر بركات الفرا ان الاجتماع يعقد بناء على طلب دولة فلسطين وسيشارك به وزير الشؤون الخارجية الفلسطينى ليضع المندوبين وممثلي الدول العربية ومسؤولي الجامعة العربية فى صورة الوضع الصعب والخطير في سجون الاحتلال والذي دفع بعدد كبير من الأسرى لخوض الإضراب المفتوح عن الطعام. وتوقع الفرا أن يكلف مجلس الجامعة العربية المجموعة العربية في نيويورك لتقديم طلب للجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار بطلب رأي إستشاري من محكمة العدل الدولية في لاهاي حول الوضع القانوني للأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال وفقا لأحكام القانون الدولي ذات الصلة وذلك بإعتبارهم أسرى حرب ولهم الحق المشروع في مقاومة الاحتلال. كما توقع أن يطلب مجلس الجامعة العربية من الأممالمتحدة إرسال لجنة دولية للتحقيق ولتقصي الحقائق حول الأوضاع في سجون الاحتلال الاسرائيلي. وكان صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اعلن في وقت سابق اليوم ان القيادة الفلسطينية تعمل على نقل معركة الأسرى الفلسطينيين من زنازين الاحتلال الاسرائيلي إلى المحافل الدولية. وحمل عريقات الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى وطالبها بأن تقوم بما يلزم حتى يمكن تفادى أي نتائج كارثية. من جانبه حذر إسماعيل الأشقر نائب رئيس كتلة التغيير والإصلاح في المجلس التشريعي الفلسطيني من خطورة الوضع إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لحل قضية الأسرى المضربين عن الطعام خاصة في حالة استشهاد أحد الأسرى. ولم يستعبد الاشقر اندلاع انتفاضة ثالثة من أجل الأسرى وأكد أن نصرة الأسرى قاعدة ثابتة وأن المساس بهم خط أحمر. وأمام الوضع الخطير الذي يتخبط فيه الاسرى الفلسطينيين بالسجون الاسرائيلية وجهت منظمة التحريرالفلسطينية اليوم رسالة عاجلة إلى المفوضية العامة لحقوق الانسان في جنيف وإلى كل المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان تدعوهم إلى التدخل الفوري لحماية هؤلاء وإلى تشكيل وفود عاجلة لزيارتهم والاطلاع على أوضاعهم اللا إنسانية. واعتبرت أمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رسالتها "السكوت عن جرائم إدارة الحكومة الاسرائيلية وإدارة سجونها مشاركة مباشرة في جريمة قد تؤدي بحياة المئات من المناضلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال". وبهذا الصدد أعلن مقرر الاممالمتحدة المعني بحقوق الانسان ريتشارد فولك اليوم دعمه للاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية مستنكرا ما يتعرض له هؤلاء الاسرى من انتهاكات لحقوق الانسان. وقال في بيان صحفي "ان الاضراب عن الطعام يشكل واحدا من اعمال المقاومة الجماعية التي تنفذ دون عنف ضد الاحتلال الاسرائيل"مضيفا ان الاسرى يحتجون ضد اجراءات اعتقالهم الظالمة غير القانونية والتي تفتقد إلى العدالة اضافة إلى رفضهم لظروف اعتقالهم التعسفية في السجون الاسرائيلية". وحث المسؤول الاممي حكومة اسرائيل على احترام التزاماتها الدولية الخاصة بحقوق الانسان في تعاملها مع الاسرى الفلسطينيين. ويبلغ إجمالي عدد الاسرى في السجون الإسرائيلية نحو 4700 آلاف أسير وقرروا الدخول في الإضراب على مراحل بدأه المعتقلون إداريا من دون محاكمة ثم المحكومون بالسجن فترات طويلة على أن يتبعهم باقي الأسرى تدريجيا. ويطالب الأسرى بإنهاء عزل أسرى آخرين منذ سنين طويلة وصلت لدى البعض إلى 12 عاما متواصلة والسماح لذوي الأسرى من قطاع غزة بزيارتهم ووقف سياسة التفتيش الليلي ووقف سياسة الاعتقال الإداري الذي يجري من دون محاكمة. وتشهد الضفة الغربية وقطاع غزة مسيرات أنشطة وفعاليات إلى جانب تلك الجارية بالعديد من الدول تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام. وشملت صور هذا التضامن قرار الاسرى الفلسطينيين المفرج عليهم من قبل السلطات الاسرائيلية الدخول في اضراب مع زملاءهم القابعين بالسجون الاسرائلية. كما شملت الفعاليات نصب خيام واعتصام في الميادين الرئيسة في المدن والقرى والمخيمات وتجري تظاهرات شبه يومية أمام معسكرات التوقيف القريبة من المدن خصوصا معسكر "عوفر" قرب رام الله. وقامت قوات الاحتلال بقمع احدى هذه المسيرات التضامنية على الشارع الرئيس المحاذي لمخيم العروب بالخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة. وأفادت مصادر فلسطينية بان عددا من الطلبة أصيبوا بحالات اختناق جراء إطلاق الاحتلال قنابله الغازية . كما أطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي صوب الطلبة ولم يبلغ عن وقوع إصابات.