مازال أفراد الجالية الجزائرية القمين بمدينة الكافالتونسية اليوم الاحد يتوافدون على مقر القنصلية ولليوم الثاني من انطلاق عملية الاقتراع للتشريعيات للادلاء بأصواتهم لاختيار من ينوب عنهم في المجلس الشعبي الوطني. وقد جاء أعضاء الجالية من مختلف ضواحي مدينة الكاف تحدوهم الرغبة والاصرار على المشاركة في هذا الاستحقاق لاختيار نائبين عن الدائرة الانتخابية الثالثة التي تشمل منطقة المشرق والمغرب العربيين وافريقيا وآسيا وأوفيانوسيا من يرون أنهما قادرين على التكفل بإنشغالاتهم. وقد عبر العديد من الرعايا الجزائريين عن إرتياحهم الكبير لما أولته لهم القنصلية من عناية وإهتمام لاسيما من خلال التسهيلات التي وفرتها لهم ليتمكنوا من أداء حقهم الانتخابي سواء من حيث النقل أو من حيث تحفيزهم على القيام بهذا الواجب الوطني. ولم يتوانى أعضاء الجالية الذين توافدوا من أماكن بعيدة وهم يلوحون بالراية الوطنية مع زغاريد النسوة في التعبير عن فرحتهم لكون الوطن الام دعاهم للوقوف إلى جانبه من خلال إشراكهم في بناء مؤسساته الدستورية ومنحهم الحرية في اختيار من يرون أنه كفيل بحل قضاياهم العالقة. وفي تصريح ل (وأج) أوضح مهدي يونسي البالغ 70 سنة من العمر والذي جاء من مسافة تبعد عن مقر قنصلية الكاف بحوالي 20 كلم أن الادلاء بصوته في هذا الاقتراع نابع من ضرورة تلبية نداء الوطن وحبه له وان كل ما نريده كما قال هو أن يتكفل المنتخبين بخدمة الجزائر وحل مشاكل الجالية المهاجرة لاسيما المتواجدة في تونس. أما الشاب نسيم البالغ من العمر 21 سنة والذي ينتخب لاول مرة فكان شغله الوحيد هو الحصول على منصب عمل ليسترزق منه ويبني مستقبله. ولم يتوان نفس الشاب في دعوة شباب بلده في الجزائر للخروج بكثافة يوم الاقتراع والتصويت بحرية على من يرون أنه كفء في حل مشاكل هذه الشريحة وتفويت الفرصة على الذين يتربصون بالوطن ولا يريدون له خيرا. وإذا كان مشكل العقار وبالخصوص الاراضي الفلاحية الشاسعة التي تعود ملكيتها إلى مواطنين جزائريين مازال مطروحا إلى يومنا هذا بحيث أنهم لم يتمكنوا من تسجيله لدى السلطات التونسية ليتم التصرف فيه بكل حرية سواء من حيث البيع أو الشراء فإن بعض إفراد الجالية مازالوا يطالبون من المعنيين بالامر في الوطن الام بالتدخل لايجاد حل دائما لهذه المسألة. وفي هذا السياق قال المواطن بورايو "لقد سمعنا أنه تم إعادة تفعيل الاتفاقية بين الجزائروتونس والتي تعود لسنة 1963 إلا أنها تسمح فقط بشراء وبيع العقار أي المساكن وتستثني الاراضي الفلاحية الواسعة التي هي ملك لبعض العائلات الجزائرية خاصة منها عائلة بن عاشور وبن حديد وبورايو حمدي باشا وغيرهم كثير". وعن سير العملية الانتخابية أوضح مراقب تكتل الجزائر الخضراء سيف الدين أن الاقتراع يجري في شفافية تامة وفي ظل حياد الادارة إلى جانب الامكانيات التي سخرتها قنصلية الكاف رغبة منها كما قال في "إنجاح الانتخابات". ومن جهته صرح مراقب الحركة الشعبية الجزائرية تومي أن "الاقتراع يجري في ظروف حسنة وأننا لم نسجل أي تجاوزات أو خروقات" منوها ب"الجهود التي تبذلها مصالح القنصلية و التسهيلات التي قدمتها". وهذا ما صرح به قنصل الكاف خير الدين حموم لواج الذي أوضح أن الاقتراع يجري في أحسن الظروف وذلك للامكانيات التي وفرتها القنصلية. وللإشارة فقد شرع اليوم الاحد عناصر الجالية الجزائرية المتواجدين في كل من والقصرين وتبرق في أداء حقهم المدني في مكتبين متنفلين.