لليوم الثالث على التوالي يواصل أبناء الجالية الجزائرية بالأردن اليوم الاثنين أداء واجبهم الانتخابي لتشريعيات 2012 في أجواء عائلية حميمية تبرز ارتباط الجزائريين أينما كانوا بوطنهم الأم من جهة و تظهر وعيهم السياسي وحسهم المدني . ففي بهو قاعة الاحتفالات بالطابق الثالث من مقر سفارة الجزائر بالأردن أين يجري الاقتراع لا يكاد الزائر يفرق بين موظفي السفارة والمصوتين والمصوتات من فرط تعارفهم وتبادلهم الابتسامات والتحايا. واعتبر عدد من أبناء الجالية الجزائرية في تصريحات لواج عقب تصويتهم أن فرصة أداء واجب الانتخاب الذي سيستمر إلى غاية العاشر ماي— هو فرصة ايضا للقاء أبناء الوطن وتجديد الارتباط به. و في هذا الشان اعتبرت فاطمة الزهرة سوامس التي حلت بالأردن منذ 15 سنة خلت ان الانتخاب هو قبل كل شيئ "تجديد الارتباط بالبلاد" الذي بالرغم من بعد المسافات "يبقى في القلب والوجدان". وتضيف سوامس—التي تنحدر من مدينة سكيكدة— أن الجزائريين "يتابعون بشغف كل ما يجري في الجزائر" مبدية فخرها للتقدم الذي حصل خلال السنوات الأخيرة في العديد من الميادين خاصة الطريق السريع شرق-غرب ودوره في تقريب المسافات داخل الوطن. من جهتها اوضحت كاتيا ابنة سوامس بعد ان أدت واجبها الانتخابي أن الجزائريين في الغربة ب"حاجة ماسة"إلى أي موعد يجمعهم مبرزة انه يكفي أن تتيح مثل هذه المناسبات على سبيل المثال فرصة الحديث باللهجة الجزائرية وسماعها والتحدث عن اخبار الوطن والمستجدات الطارئة فيه. بدوره يقول الطالب في قسم الصيدلة بالجامعة الأردنية مصطفى بريشي المنحدر من ولاية تلمسان أن ضغط الدراسة " لم يمنعه من المجيئ إلى مقر السفارة لتأدية واجبه الانتخابي" مضيفا أن أبناء الجالية الجزائرية "يتابعون باهتمام" ما يجري في وطنهم ويتمنون له كل الخير بمناسبة هذا الموعد الانتخابي. من جانبه يقول طارق من الجزائر العاصمة الذي يحضر رسالة ماجستير في القانون أن الانتخابات التشريعية للعاشر ماي هي استمرار طبيعي للمسار الديمقراطي الذي تعرفه الجزائر. وبعد أن نوه بالمجهودات المبذولة من طرف الدولة الجزائرية في العديد من المجالات دعا المترشحين في هذا الاستحقاق إلى تقديم "تصورات عقلانية" حول كيفية حل المشاكل التي يعاني منها المجتمع الجزائري بعيدا عن "الوعود غير قابلة التحقيق". من جهة أخرى أشار طارق —الذي صوت برفقة زوجته الى أن السفارة الجزائرية تسعى جاهدة إلى لم شمل الجزائريين في كل المناسبات سيما الطلبة منهم. و حسب العديد من الشهادات المستقاة من مكتب التصويت فإن يوم السبت (اول ايام الاقتراع) عرف قدوم عدد معتبر من العائلات الجزائرية القديمة التي تقيم بالمفرق (77 كم شمال شرق عمان) منذ مطلع القرن العشرين. للإشارة فان الجالية الجزائرية بالأردن تنتمي إلى المنطقة الجغرافية الثالثة في التقسيم الخاص بالجالية الوطنية بالخارج وتضم الدوائر الدبلوماسية و القنصلية للمغرب العربي و المشرق و إفريقيا و آسيا و أوقيانوسيا ويجري التنافس في هذه المناطق من أجل الظفر بمقعدين في المجلس الشعبي الوطني . ويتنافس على هذين المقعدين مترشحون من ستة (6) تشكيلات سياسية ويتعلق الأمر بتكتل الجزائر الخضراء والتجمع الوطني الديمقراطي وحزب التجمع الجزائري وحزب جبهة التحرير الوطني والحركة الشعبية الجزائرية وجبهة العدالة والتنمية إلى جانب القائمة الحرة "الأصالة والمعاصرة". للإشارة فان الجزائريين المسجلين في القائمة الانتخابية لدى المصالح القنصلية على مستوى سفارة الجزائر بالأردن يبلغ 875 مسجل ومسجلة من بين جالية يبلغ تعدادها نحو 1200 مواطن 70 بالمائة منهم من النساء المتزوجات ونحو 150 طالبا وطالبة يزاولون دراستهم بمختلف الجامعات الأردنية . وكان سفير الجزائر بالأردن سيدي محمد قوار قد صرح أن كل التدابير المادية والنظامية قد وفرت لاجراء الاقتراع في ظروف حسنة. يذكر انه بغية تأطير العملية الانتخابية الخاصة بالجالية الوطنية بمختلف أنحاء العالم تم تنصيب أربع لجان فرعية محلية خارج الوطن للجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات التشريعية في كل من فرنسا و الولاياتالمتحدةالأمريكية و تونس حيث تضطلع هذه اللجان بنفس المهام التي يخولها القانون للجان الفرعية الأخرى التي نصبت داخل الوطن. كما تم في هذا الإطار استحداث خلية لمتابعة تصويت الجالية الوطنية بالخارج تتشكل من 30 شخصا وهي مزودة بنظام مركزي يتم من خلاله جمع كل نتائج الاقتراع التي يتم تلقيها من كل الدوائر الانتخابية الموزعة عبر العالم. للإشارة فان تعداد الهيئة الناخبة لتشريعيات 2012 يبلغ 21.664.345 ناخب وناخبة من بينهم 990.470 (57ر4 بالمائة) ناخب ينتمي الى افراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج.