درست اللجنة الأممية المكلفة بتصفية الاستعمار وتطبيق التوصية القاضية بمنح الاستقلال (لجنة ال24) يوم أمس الجمعة بمقر الأممالمتحدة قضايا الأقاليم ال16 التي تتم تصفية الاستعمار بها بما فيها الصحراء الغربية. وذكر ممثل جنوب إفريقيا السيد مانييماجن غوفندر خلال دراسة وضع ملف الصحراء الغربية بأن مصلحة المسائل القانونية التابعة للأمم المتحدة كانت قد دعمت طلب شعب الصحراء الغربية بممارسة حقه في تقرير المصير. وطالب مجلس الأمن بتدعيم المسار السياسي بين جبهة البوليزاريو و المغرب مع التأكد من احترام عهدة المينورسو (بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية) من بين الأولويات الثلاثة. وأكد بهذا الخصوص، أن أولويات المينورسو تتمثل في العمل كأداة للاستقرار و تنفيذ الاستفتاء و تزويد أمانة الأممالمتحدة و مجلس الأمن و المجتمع الدولي بمعلومات مستقلة. و دعا إلى تصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في إفريقيا معتبرا أن استمرار استعمار الصحراء الغربية يشكل "رفضا للعقد التأسيسي للاتحاد الإفريقي و عرقلة خطيرة للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية للقارة". من جهتها، طالبت ممثلة فينيزويلا السيد ماريا إيلينا أنزولا بادرون باحترام حقوق الشعب الصحراوي بتقرير المصير و بالتطبيق الصارم للائحة 1514 (الصادرة في 1960) للأمم المتحدة. ودعت السيدة ماريا إيلينا أنزولا بادرون لجنة ال24 إلى دراسة الواقع المعيشي اليومي معربة عن أسفها في تعليق مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس بعد قرار أحادي الجانب للمغرب بسحب الثقة. وأشارت السيدة بادرون إلى أنه يجب أن يتمتع الشعب الصحراوي بالحق في تقرير المصير و الاستقلال في أقرب الآجال. من جهتها، دعمت ممثلة الايكوادور السيدة جيني لالاما فيرنانداز إرادة الشعب الصحراوي في تنظيم استفتاء لممارسة حقه الثابت في تقرير المصير. و أضافت أن تقرير مجلس الأمن لشهر أفريل المنصرم أبرز "القيود التي يفرضها المغرب على المينورسو التي لا تتمتع بأي حرية في التنقل و لا تتمكن من الوصول مباشرة إلى السكان أو المنظمات المحلية للدفاع عن حقوق الإنسان". وقالت ممثلة الايكواتور "نحن أمام وضع خطير يتمثل في اختراق صلاحيات منظمة الأممالمتحدة" مشيرة إلى أن حقوق الإنسان ما زالت مغتصبة في الصحراء الغربية و المغرب يستغل الموارد بطريقة غير مشروعة". واعتبرت انه من الاستعجالي تسخير كل شيء للتمكن من تصفية الاستعمار في آخر بلد إفريقي ما زال تحت السيطرة الأجنبية. وخلال النقاش ذكرت الممثلة الكوبية السيدة كوميزان بيردومو بحق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير مصيره و في الاستقلال. و أوضحت أيضا أن كوبا ما زالت تمنح تكوينات و دراسات ل300 شاب صحراوي وفقا لقرارات الأممالمتحدة التي تدعو المجموعة الدولية إلى تقديم المساعدة لهذا الشعب. وتطرق من جهته، ممثل جبهة البوليزاريو بمنظمة الأممالمتحدة السيد احمد بوخاري إلى الوضع الذي يزداد تدهورا في الميدان بالصحراء الغربية و ندد بالتجاوزات المرتكبة من طرف المغرب ضد الشعب الصحراوي و المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية. وأوضح السيد بوخاري أن القمع أصبح شرسا متطرقا إلى الاختفاء غير الواضح للعديد من الشباب الصحراويين خلال السنوات الماضية. و قال أن ما لا يقل عن 600 مدني صحراوي اختفوا سنة 2010 و لم يتم العثور عليهم مضيفا أن أطفال تقل أعمارهم عن 15 سنة بقوا مختفين منذ 2004 في حين تم اكتشاف مقابر غير رسمية لصحراويين سنة 2010. وتأسف السيد بوخاري كون "جرائم الحرب هذه تبقى فالتة من العقاب" مذكرا بان البرلمان الأوروبي و المنظمات غير الحكومية مثل "هومن رايت ووتش" و "منظمة العفو الدولية" أخطرت مرارا مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة حول هذه الجرائم. وبالتالي، فقد استنكر السيد بوخاري "سياسة الكيل بمكيالين" التي تمارسها بعض القوى في منظمة الأممالمتحدة. وتأسف أيضا كون بعثة المينورسو لا تتوفر على كل الصلاحيات اللازمة للقيام بمهمتها و كذا "عرقلة المغرب التلقائية" للمسار الذي من المفروض أن يقوم به المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس. و أخيرا أكد أن مسالة الصحراء الغربية يجب أن تسوى من خلال ممارسة الحق في تقرير مصير الشعب الصحراوي.