أصدر المتحف الوطني "أحمد زبانة" مؤخرا كتابا من الحجم الصغير "أمجاد وهران" يتناول أبرز شهداء مدينة وهران من الذين ستبقى أسماؤهم محفورة في الذاكرة الشعبية و ذلك في اطار احياء الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية. و سيعرض هذا الكتاب الذي أعدته بوطالب ليلى و حاج سليمان نسيمة من مصلحة التنشيط و النشر للمتحف في معرض متنوع سيقام يوم 5 جويلية القادم. و يبرز هذا الكتاب جانبا من المقاومة الشعبية و يخصص حيزا كبيرا لمراحل الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي و لوحات فنية تخلد تضحيات الشعب الجزائري لنيل استقلاله. كما يتناول هذا المؤلف السيرة الذاتية و المسيرة النضالية ل 13 شهيدا معروفين داخل الوطن و خارجه و تحمل أسماءهم العديد من المؤسسات التربوية و الثقافية و الطبية و شوارع و أحياء مدينة وهران تخليدا لأرواحهم الطاهرة و عرفانا لما قدموه من تضحيات جسام من أجل تحرير الوطن . و قد خصص هذا الكتاب الذي إستند إلى مراجع و كتب تاريخية و شهادات حية من أقارب الشهداء و رفقائهم في النضال صفحات لأول شهيد المقصلة البطل أحمد زبانة الذي أعدم في يوم 19 جوان 1956 وكذا لآخر شهيد هذه الالة الشنيعة البطل شريط على شريف الذي قال قولته المشهورة يوم إعدامه في 28 يناير 1958 "أن هذه المقصلة ماهي إلا قطعة من حديد و إنما الأعمار بيد الله". و يروي هذا المطبوع نضال الشهيدين اللذين لا يزال لم يعرف قبراهما لحد الآن ولم يعثر عليهما .و هما "زدور ابراهيم بلقاسم" (1923-1955) المعروف بنشاطه السياسي من سنة 1949 الى غاية السنة الأولى من إندلاع الثورة التحريرية .و" حمو بوتليليس" (1920-1957) الذي كان يعتبر الرئيس الأول لخلية المنظمة السرية و شارك في حادثة بريد وهران. كما يتناول هذا الكتاب العمليات الفدائية التي عرفتها مدينة وهران ابان الاحتلال الفرنسي و قام بها عدة شهداء منهم "شرفاوى علي" و "عبد الخالق محمد الصغير" المدعو "حمو" و كذا مشاركة البعض منهم في المعارك منهم الشهيد بلمختار محمد (1936-1962) الذي سقط في ساحة الوغى بضواحي سفيزف بولاية سيدي بلعباس. و من جهة أخرى تطرق الكتاب الذي يعتبر سندا للطلبة و التلاميذ في بحوثهم الى مختلف الطرق الجهنمية التي استعملت من قبل الاستعمار الفرنسي لتعذيب مناضلي الحركة الوطنية منهم الشهداء "عرومية بوعامر" و" دراوة محمد" و" كلوة قدور" و" جبور معمر"و" موفق عبد القادر". كما أبرز هذا الكتاب في صفحاته الأخيرة دور المرأة الجزائرية في الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي منهن البطلات الأختان "بن سليمان هوارية و سعدية" وكذا البطلة "صوفي زبيدة" واللائي استشهدن بعد أن لبين نداء الوطن.