أجمعت المداخلات في افتتاح الملتقى الدولي فرانس فانون يوم الإثنين بالجزائر على آنية و حداثة الرحل الكبير وصدق نظرياته و ""رؤاه" "بعد مرور 50 سنة من استقلال بلدان الجنوب والأخطار المحدقة بها في ظل الأزمة العالمية التي يمربها النظام الرأسمالي. و قد ربط المحاضرون في الملتقى الذي يتواصل لغاية 4 جويلية الجاري بين أفكار فانون حول مستقبل الشعوب المستعمرة بعد التحرر و الأخطار التي تحدق بها من قبل قوى الامبريالية الجديدة التي لم تنته أطماعها و تحاول العودة والسيطرة بمختلف الوسائل و الطرق مستشهدين بما يعرفه العالم اليوم من تحولات و انتفاضات. لقد سمح هذا الملتقى الذي بادرت بتنظيمه منشورات "آبيك" بمساعدة الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي من تقديم قراءة عميقة و أكثر موضوعية لأفكار و مفاهيم فانون تجاه الإنسان المستعمروتوعيته بأهمية معرفة ذاته و ايضا معرفة الأخر. كما كان هناك إجماع من قبل الشخصيات البارزة التي نشطت الملتقى مثل عالم الاقتصاد و المثقف المصري سمير أمين و ابنة فانون ميراي منداس فانون رئيسة جمعية فانون و المفكرالهندي عياجزاحمد على البعدين العالمي و الإنساني لفكر وفلسفة فانون. وأثار الحضور أيضا في الجلسة الأولى تحت عنوان "لا نريد ان نلحق بأحد..." الدورالذي كان على النخبة ان تقوم به بعد الاستقلال للسيرنحو التحررالفكري و الثقافي و تفادي السقوط في فخ إعادة تشكيل نظام على النمط الاستعماري حسب أقوالهم. وفي هذا الصدد أشار الحاضرون إلى انحراف اغلب هذه النخب مما ساعد على وصول الطبقة البرجوازية المحلية في الكثير من هذه البلدان إلى سدة الحكم لتكرس مجددا أساليب السيطرة على الفئة الشعبية التي كانت في صلب الحركات التحررية التي قاومت المستعمرو هو وضع كان قد حذرمنه مؤلف "المعذبون في الأرض " كما اكدوا. و تساءلت ميراي فانون في مداخلة بعنوان "قنابل الاستعمار الموقوتة: قراءة لفانون " كيف كان سيكون موقف والدها لو عاش وهو يرى ما ألت إليه اليوم دول إفريقية واسيوية وحتى بعض الدول الاروبية مثل اليونان تحت "تأثيرات الامبريالية الجديدة". و حذرت المتحدثة من خطورة الوضع الفوضوي الحالي التي تعرفه بعض مناطق الجنوب مما يساعد في عودة الاستعمار بإشكال مختلفة كما أوضحت مذكرة بالنسبة لموضوع الملتقى "إننا في قلب أفكار فانون حيث نجد ان كل ما تنبأ به منذ خمسين سنة و واضح ألان".