كما أعاب أوليفيي في تصريح ل''الفجر''، على هامش الملتقى الدولي فرانز فانون الذي افتتح أول أمس بالمكتبة الوطنية الحامة، على دور النشر الجزائرية والتي قال عنها '' بالرغم من أنها ذات طابع خاص إلا أنها لا تمنح الكاتب حرية في نشر أفكاره''، وهذا حسبه لأنها'' لا تريد أن تظهر ضد الدولة، وبالتالي أين استقلاليتها؟''• من جهتها أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، في كلمة ألقتها إثر افتتاحها للملتقى الذي ينظم في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، أن الجزائر لا تستطيع أن تحتضن حدثا قاريا مثل المهرجان الثقافي الإفريقي دون استحضار أهم شخصية نضالية تحررية مثل فرانز فانون، مضيفة أن أهداف الملتقى تكمن في ضرورة تعريف الجيل الجديد بمثل هذه الشخصية التي ناهضت الاستعمار والعبودية فكانت مرجعا لقارة بأكملها• وفي السياق ذاته، تتبع الباحثون المشاركون المسار العلمي والنضالي والإنساني لفانون، حيث أبرزوا ضمن أشغال هذا الملتقى فكر وأعمال فرانز فانون الذي ناضل من أجل حقوق الشعوب العالمية الذي كان يحلم حسبهم بإفريقية موحدة، مشيرين الى مواطن ثراء أعماله وصلابتها، والكامنتين في كون تحليلاته مازالت قادرة على وصف أضرار كل أشكال الهيمنة على الأفارقة، مؤكدين في نفس الوقت أن ما صنع عالمية فانون يتمثل في إلحاحه على كلمة تحرر• كما أبرز المتدخلون مدى تمسكه والتزامه بالقضية التحررية ودون أدنى تحفظ ضد المستعمر• وقد أفادت ميراي فانون مانديس فرانز ابنة فرانز فانون خلال مداخلتها أن إفريقيا اليوم أمام استعمار جديد يتمثل في تزايد رد فعل المضطهدين الذين تصدوا ونظموا أنفسهم لاسترجاع ما اعتبروه حقوقا لهم من خلال إعلاء قيم أخرى مثل التضامن بين الشعوب والتعاون الحق في التنمية• من جهتها الأستاذة زينب بن علي، أكدت أن فانون وجه نداء في الأسطر الأخيرة من كتابه ''المعذبون في الأرض'' معلنا نهاية الاستعمار، أبرزت أهم الدراسات التي تناولت القضية الجزائرية التي يستعرض ضمن الكثير من كتاباته حول الكفاح التحرري، العلاقات بين الرجال والنساء، وكيف كانت هذه الأخيرة تبدع طريقة جديدة للعيش في ظل الاستعمار•