مكنت البرامج الموجهة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي بولاية الأغواط من تحقيق مكاسب جمة تتجلى في وفرة الهياكل والمنشآت والقدرة على أداء الدور البيداغوجي وخدمة المجتمع. ومنذ إنشاء المدرسة العليا لأساتذة التعليم التقني سنة 1986 بعدد مقاعد لم يتعد الألفين يستغلهم 314 طالبا فقد مر القطاع بولاية الأغواط بمراحل "حاسمة" إنعكست في كل مرة على نوعية التكوين وعدد الطلبة إلى أن تم تحويل هذه المدرسة إلى مركز جامعي سنة 1997. واستمر التدرج في التأسيس لركائز التعليم الجامعي بترقية المركز المذكور إلى جامعة سنة 2011 تألفت وقتها من ثلاث ( 3 ) كليات و 6,440 طالبا يؤطرهم 188 أستاذا قبل أن يقفز عدد الطلبة إلى أكثر من 15,600 طالب و 520 أستاذا مطلع سنة 2009 حسب مسؤولي القطاع. وما إن حل الموسم الجامعي (2010 -2011 ) حتى كانت جامعة " عمار ثليجي" بالأغواط على موعد مع إعادة هيكلة فروعها لتعتمد ست (6) كليات بدل ثلاثة (3) وتستقطب بذلك الطلبة من مختلف ربوع الوطن بتعداد فاق 18 ألف طالب يدرسون بالنظامين الكلاسيكي و( أل أم دي) ليسانس ماستر- دكتوراه). ولعل ما أفرز هذا الواقع التعليمي " المتميز " هو حجم المشاريع المستلمة طيلة السنوات القليلة الماضية ومن بينها مدرج كبير بسعة 600 مقعد وتحويل هياكل الإيواء التابعة للمعهد التكنولوجي للتربية سابقا إلى قاعات للتدريس وكذا دخول 2,000 مقعد بيداغوجي حيز الإستغلال لفائدة طلبة كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية وفق ذات المصدر. كما تعززت الجامعة باستلام مجمع مخابر ومركز بحث في العلوم الإسلامية والحضارة يوجد قيد المراحل الأولى من الأشغال ونفس الوضعية بالنسبة للأرضية التكنولوجية ووحدة البحث في النباتات الطبية فضلا عن فتح المدرسة العليا للأساتذة في الموسم الجامعي 2011 / 2012 والتي تعد الخامسة من نوعها على المستوى الوطني. وفي سياق تجسيد استراتيجية توسيع التخصصات العلمية بالجامعة وبعد موسمين من إيجاد قسم العلوم السياسية والإعلام سيتم اعتماد كلية العلوم الطبية خلال الموسم المقبل ما من شأنه إعطاء جامعة " عمار ثليجي " بعدها الوطني الذي تصبو إليه كما أكد مسؤولو القطاع. وتتواصل مسيرة تشييد الهياكل البيداغوجية بوتيرة " سريعة " إذ سيشرع مع نهاية السنة الجارية في إنجاز 8,000 مقعد تشمل كليتي علوم الأرض والعلوم التكنولوجية ومدرج مركزي ب 800 مقعد وذلك من أصل 10,000 مقعد بيداغوجي حظيت بها الولاية برسم البرنامج الخماسي الحالي (2010 -2014) . وضمن ذات البرنامج سيتم إنجاز 4,000 سرير ومطعم مركزي يقدم 800 وجبة يوميا بغية تحسين قدرات استقبال وإيواء الطلبة في انتظار الإنتهاء من إقامتين جامعيتين بطاقة إجمالية تصل إلى 1,400 سرير لتضاف إلى إقامة مماثلة تستوعب 3,000 سرير دخلت المرحلة العملية مطلع السنة الحالية 2012. ولم تقتصر هياكل التعليم العالي على عاصمة الولاية بل مست أيضا بلدية آفلو ( 110 كلم شمالا ) حيث سيفتح المركز الجديد أبوابه أمام الطلبة بداية من الدخول الجامعي القادم والذي يتكون من 1,000 مقعد وإقامة ب 500 سرير للبنات وقد قاربت تكلفته المالية 900 مليون دج . ومن المرتقب أن يخصص المركز الجامعي بآفلو وكخطوة أولى لتكوين الطلبة في مجال الفلاحة باعتباره يتناسب وطبيعة المنطقة ولجعله قطبا جهويا في هذا الفرع العلمي تحديدا حسب المسؤولين المحليين بالولاية ...( يتبع) 03/004/272 تعليم عالي- هياكل 2-2 تطور ملحوظ لهياكل قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بالأغواط الأغواط 2012 ( وأج ) - ومن جانب آخر أصبح التكوين بجامعة الأغواط حاليا يتمثل وبنسبة مائة بالمائة في النظام التعليمي الجديد "الألمدي "وتخلى نهائيا عن النظام الكلاسيكي وفي معظم الشعب. ويقابل هذا النمط من التكوين تطور في عمليات توظيف ورسكلة جميع فئات المستخدمين سيما التأطير المتخصص وهي العمليات التي أدت إلى القضاء على ظاهرة الأعمال المكملة ( أستاذة مشاركين ومؤقتين ) وترقية مستوى الأداء. ورغبة من القائمين على هذا الصرح العلمي في التفتح على المجتمع والمشاركة في إحداث التنمية المحلية وفضلا عن التكفل بالتأهيل المتماشي ومتطلبات سوق الشغل دأبت جامعة " عمار ثليجي " على التنسيق مع الشركات الصناعية وتقديم الاقتراحات حسب الضرورة. وفي هذا الصدد أيضا أخذت جامعة الأغواط على عاتقها مسؤولية النهوض بنتائج امتحانات شهادة البكالوريا بتنظيم لقاء دراسي تمخض عنه تجنيد عدد من الأساتذة لتنشيط قافلة التكفل النفسي بالتلاميذ عبر ثانويات الولاية وتقديم دروس الدعم والتوجيه في كل مادة تربوية على حدى لهؤلاء. كما أولت أهمية بالغة للأنشطة الثقافية والرياضية بتسطير برامج تتضمن مجموعة من الندوات العملية والتظاهرات تتعلق أساسا بإحياء المناسبات الوطنية قصد ربط الطلبة بجيل الثورة إلى جانب القيام برحلات سياحية ترمي إلى ترسيخ مبادئ التعارف والتنافس الشريف فضلا عن الحملات التحسيسية للوقاية من المخدرات والآفات الإجتماعية. تجدر الإشارة إلى أن التكامل الحاصل بين " القفزة " في إنجاز الهياكل ونوعية التكوين والبرامج المتنوعة خلف " ارتياحا " ممزوجا بالإفتخار بهذه المؤسسة الجامعية وسط طلبتها سواء القاطنين بالأغواط أو القادمين من باقي الولايات. وفي هذا الصدد عبر الطالب ناصر سنة ثانية بقسم الآداب واللغة العربية عن " انبهاره " من حجم المشاريع الموجهة لقطاع التعليم العالي بالولاية من جهة وعن فرحته بحجز جامعته لمكانة " جيدة " بين الجامعات الكبرى المتواجدة بالجزائر من جهة ثانية. ويشاطره نفس الطرح أستاذ علم الاجتماع بجامعة " عمار ثليجي " هراو الخثير الذي يرى "بأن المكاسب المحققة ما كانت لتكون لولا تظافر جهود مسؤولي الجامعة والسلطات الولائية ". جدير بالذكر أن جامعة " عمار ثليجي " بالأغواط وبفضل المؤهلات التي أصبحت تحوزها تحولت إلى مركز تواصل بين قطاعات الولاية ونقطة تفاعل بينها وهو ما تبرزه على سبيل المثال التحضيرات الجارية للإحتقال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية.