أثارت زيارة المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومني إلى إسرائيل وما تخللها من تصريحات داعمة لسلطات الاحتلال انتقادات فلسطينية واسعة معتبرة اياها " مزايدات انتخابية" لمرشح في سباق الرئاسيات الامريكية. وسعى رومني خلال زيارته إلى إسرائيل المستمرة منذ ثلاثة أيام إلى إظهار أكبر دعم في مواقفه اتجاه إسرائيل ضمن تنافسه مع الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما للفوز بمنصب سيد البيت الأبيض في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل . وأثارت تصريحات رومني غضب الفلسطينيين عندما وصف مدينة القدس بأنها "العاصمة الموحدة لإسرائيل " وأن القضية ذات الأولوية هي " الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وليس إقامة دولة فلسطينية" . وكان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض قد ابلغ رومني خلال اجتماعهما في القدس بعد ساعات من تصريحاته احتجاج الفلسطينيين على تصريحاته ومطالبته بضرورة التراجع عنها. وقال مصدر حكومي فلسطيني إن فياض شدد خلال اللقاء على أن القدسالشرقية هي "عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة وفقا للشرعية الدولية وحل الدولتين الذي تعتمده الولاياتالمتحدةالأمريكية والأطراف الدولية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وحث فياض وفق المصدر رومني على التراجع عن هذه التصريحات "التي تضر بأي أفق لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وطالبه بالالتزام بموقف بلاده المعلن بشأن حل الدولتين". كما طالب فياض المرشح الأمريكي بضرورة تجنيب القضية الفلسطينية "مزايدات" الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأعلن متحدث باسم البيت الابيض مساء أمس الاثنين أن تصريحات رومني "مثيرة للجدل". ولا تعترف الولاياتالمتحدة رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل وتوجد السفارة الأمريكية مثلها مثل كل سفارات الدول الأخرى في تل أبيب. ويعتبر الفلسطينيونالقدسالشرقية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 عاصمة لدولتهم العتيدة وفق تفاهمات حل الدولتين المعتمد دوليا لتسوية الصراع التاريخي بين الفلسطينيين وإسرائيل. ومن جانبه ندد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اليوم في بيان له بالتصريح الجديد للمرشح الأمريكي معتبرا أنه يندرج في إطار "ممارسة العنصرية". وقال عريقات إن تصريح رومني "يعبر عن جهل في حقائق المنطقة وتاريخها وثقافتها عدا عن حضارتها التي يمثل الشعب الفلسطيني جزء رئيس منها". وفي السياق ذاته قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية /حماس/ فوزي برهوم امس الاثنين "إن التصريحات التي أدلى بها المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية المقبلة ميت رومني "عنصرية متطرفة منكرة للحق الفلسطيني". وشدد برهوم على أن تلك التصريحات هى " إسهام في قلب الحقائق وتزوير التاريخ وتضليل للرأي العام واستفزاز لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين". وأشار إلى أن هذه التصريحات تمثل " رخصة لتشجيع التهويد والاستيطان , مؤكدا "أن القدس عاصمة لفلسطين ولن نفرط بذرة تراب منها". ودعا الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية إلى الإسراع في حمايتها والدفاع عنها وتشكيل أقوى وأوسع شبكة أمان عربية إسلامية لها ووضع حد لكل ما يحاك ضدها. وفي ذات السياق نقل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إلى المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية ميت رومني مساء أمس الأحد احتجاج السلطة الفلسطينية على تصريحاته بأن مدينة القدس "عاصمة إسرائيل". وسبق أن زار أوباما خلال حملته الانتخابية مقر الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية والتقى عباس ضمن زيارته إلى إسرائيل. ومن جانبه اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة أن عدم عقد لقاء بين رومني وعباس "يشير بوضوح إلى تجاهل أمريكي مقصود للقضية الفلسطينية في هذه المرحلة". وقال عميرة لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية اليوم إن الاهتمام الأمريكي يركز في هذه المرحلة على السباق الرئاسي والانتخابات لكنه يعبر في مضمونه عن مزيد من الانحياز في المواقف لصالح إسرائيل . وأضاف عميرة أنه " ليس من المتوقع في حال انتهاء السباق الانتخابي أن يتحول الموقف لصالح الاهتمام بالقضية الفلسطينية (..) وأوضح أن هناك تناسق كامل بالمواقف الإسرائيلية والأمريكية في العديد من القضايا وهذا ينتج عنه انحياز واشنطن الكامل للمواقف الإسرائيلية " . ويلوم الفلسطينيون على الولاياتالمتحدة عدم ممارستها الضغوط الكافية على إسرائيل لإلزامها بالوفاء باستحقاقات عملية السلام التي توقفت آخر محادثات مباشرة منها بين الجانبين مطلع أكتوبر 2010 بسبب الخلاف على الاستيطان.