شهدت اليمن في الآونة الأخيرة أعمال عنف في مناطق متفرقة من البلاد سيما في مدن الجنوب بعد التفجيرات التي خلفت اكثر من 40 قتيلا والعديد من الجرحى مما ينبيء بعودة الانفلات الامنى الى البلاد. وذكرت مصادر امنية وطبية ارتفاع ضحايا حادث التفجير الانتحاري في مجلس عزاء للجان الشعبية الذي وقع امس السبت بمحافظة أبين الجنوبية حيث لقى ما يزيد عن 40 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 40 من أعضاء اللجان الشعبية والمواطنين "بإصابات مختلفة" من الذين كانوا يشاركون في العزاء. ويأتي هذا الهجوم الانتحاري الذي يعد الأعنف من نوعه بعد اقل من شهرين على استعادة الجيش بمساندة اللجان الشعبية السيطرة على "ابين" من ايدي عناصر تنظيم لقاعدة الارهابي الذين فرضوا سيطرتهم على المنطقة . كما جاء هذا الهجوم بعد يوم من انفجار قنبلة في السوق المركزي بمدينة تعز(256 كم) جنوب العاصمة صنعاء خلف مقتل 7 اشخاص وجرح 16 اخرين وفق ما اعلنته وزارة الدفاع اليمنية. وفي رد فعل له ضد هذه الهجمات قام الطيران الحربي اليمني اليوم الاحد بشن غارات على مواقع يشتبه تواجد تجمعات لعناصر مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة في المناطق والقرى المتاخمة لمحافظة أبين . كما أعلنت وزارة الدفاع مقتل أربعة من عناصر تنظيم القاعدة مساء أمس في غارة جوية استهدفت سيارتهم في ضواحي مدينة القطن في محافظة حضرموت شرق البلاد. وكانت تقارير أمنية واستخباراتية يمنية قد أكدت رصد تواجد عناصر مسلحة وتعزيزات من عناصر (أنصار الشريعة) المرتبطة بالقاعدة بحوزتهم أسلحة قدموا بها من محافظتي شبوة ومأرب عبر الطريق الساحلي إلى مديرية المحفد بمحافظة أبين في محاولة لتوسع نشاطهم في مديريات المحفد والوضيع ومودية تمهيدا لإقامة معسكرات تدريب في عدد من الأودية بمديرية المحفد. من جهتها، اعتقلت قوات الجيش اليمني في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن انتحاريا من عناصر تنظيم القاعدة قبل أن يفجر شحنته داخل جامع بأحد معسكرات الجيش اليمني. وفي مظهر جديد لأعمال العنف شهدت اليمن خلال الأسابيع والأشهر الماضية اغتيالات بحق عشرات الضباط الأمنيين خبث ينشط تنظيم القاعدة مستغلا الانقسام الذي ما يزال قائما في المؤسستين الأمنية والعسكرية منذ أكثر من عام. كما تم رصد زراعة عبوات ناسفة في أماكن عامة في عدد من المدن اليمنية. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي قد تقدمت بمبادرة يدعمها قرار مجلس الأمن الدولي 2014 لحل الأزمة اليمنية ووقعت عليها الأطراف اليمنية في 23 نوفمبر 2011 في العاصمة السعودية الرياض. وتشكلت حكومة الوفاق الوطني في اليمن في ديسمبر الماضي بموجب المبادرة الخليجية مناصفة بين حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم سابقا وأحزاب المعارضة ممثلة في "اللقاء المشترك" بواقع 34 حقيبة وزارية. واكد رئيس حكومة الوفاق اليمنية محمد سالم باسندوه دعمه للتنفيذ الكامل لاتفاق التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2014.