شدد رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي محمد يوسف المقريف اليوم الجمعة على ضرورة دخول ليبيا في شراكة مع محيطها ومع الغرب وستعمل من اجل علاقات قوية مع العالم. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المقريف بعد توليه رئاسة المؤتمر الوطني الليبي قال فيها " نحن مستعدون فكريا وايدولوجيا وثقافيا لهذا" متوقعا أن تظهر ملامح مؤسسات الدولة الليبية الديمقراطية الناضجة في غضون السنوات الخمس القادمة. وأضاف المقريف الذي انتخب رئيسا للمؤتمر بالأغلبية "نؤكد بأننا لا نفكر في العيش لوحدنا في العالم .. نحن مرتبطون بمصالح متشابكة ونحن نستفيد وغيرنا يستفيد ولكن دون أن نرهن بلادنا ". وكان المؤتمر قد تسلم ليل الأربعاء إلى الخميس السلطة التشريعية من المجلس الانتقالي الذي أدار البلاد منذ إسقاط النظام السابق وحتى الذكرى الأولى لتحرير العاصمة طرابلس في العشرين من شهر رمضان الماضي. ونبه المقريف إلى ما وصفه بالمخاطر الكبيرة المتمثلة بمحاولة كل حزب الانتقال بليبيا في اتجاه معين وفق ايدولوجيات أو شعارات مختلفة مشددا على ضرورة أن يعمل المؤتمر على مشروع " متكامل الملامح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ". وتابع أن أحد أولويات المؤتمر " ضبط علاقاته بالشارع" منتقدا بشدة ما حصل في الماضي من " تغيبب والعيش على وقع الإشاعات وعدم وضوح الرؤية ". وقال " يجب أن يعرف الشارع ما الذي ستفعله الحكومة الجديدة لأنه من حق الناس معرفة كل شيء ". يشار إلى أن المقريف الذي انتخب أمس كرئيس للمؤتمر الوطني العام في ليبيا من بين ثلاث شخصيات ترشحت لهذا المنصب وهو من مواليد مدينة بنغازي عام 1940 وشغل وظيفة أستاذ جامعي في ليبيا وتولى عدة وظائف إدارية وسياسية قبل إعلان معارضته لنظام القذافي. واستقال المقريف عام 1980 من منصبه كسفير في الهند وانضم إلى المعارضة الليبية. وشارك علم 1981 في تأسيس الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا وانتخب أمينا عاما لها خلال الأعوام من 1983 وحتى 1995 غير أنه استقال عام 2001 من قيادة الجبهة وخصص جل وقته واهتمامه للبحث والتدوين والعمل الأكاديمي حيث قام بتأليف عدد كبير من الكتب الأكاديمية والتوثيقية التي وثقت وسجلت الكثير من وقائع التاريخ السياسي الليبي الحديث.