انتخب محمد المقريف، المعارض التاريخي لنظام الزعيم الراحل معمر القذافي والمقرب من الإسلاميين، رئيسا للمؤتمر الوطني العام الليبي المنبثق عن انتخابات السابع من وتسلم السلطة، لقيادة ليبيا نحو إجراء انتخابات برلمانية كاملة بعد وضع دستور جديد العام القادم. تمكن محمد المقريف، من الفوز على منافسيه عبد الرحمن السويلحى رئيس حزب الاتحاد من أجل الوطن، وكذلك محمد زيدان سفير ليبيا السابق لدى فرنسا والذي انشق عن النظام السابق، بمقعد رئيس المؤتمر الوطني العام فيما اعتبر انتصار جديد للإسلاميين في العالم العربي خصوصا وأن المقريف له انتماءات إسلامية ظل يناضل عبرها لعقود من الزمن سياسية زعيم ليبيا السابق معمر القذافي. من جهتهم، استبعد زعماء حزب الحرية والعدالة الليبي أن يكون انتخاب المقريف رئيسا للمؤتمر الوطني العام تعبيرا لانتصار للإسلاميين في ليبيا، كما ربط الحزب الإخواني فوز المقريف بأصوات المستقلين الذين يبلغ عددهم 120 عضوا مستقلا اختاروا المقريف على أساس اعتبارات جغرافية وليست طائفية أو سياسية. وهو ما اعتبره حزب الحرية والعدالة توافق وطني خصوصا وأن عددا من الأعضاء المستقلين أعلنوا أن اختيار رئيس من شرق البلاد سيساهم في امتصاص التوتر في هذه المنطقة من ليبيا التي طالبت بمزيد من المقاعد في المؤتمر الوطني وكانت تعتبر نفسها ”مهمشة” في ظل حكم القذافي كما في عهد المجلس الوطني الانتقالي. ويتزعم المقريف، المولود في 1940 في بنغازي، والمنحدر من كبرى مدن الشرق الليبي، الجبهة الوطنية للإنقاذ، وهي تشكيل سياسي تأسس في المنفى وضم شخصيات معارضة للدكتاتور الراحل، حصل في على 113 صوتا مقابل 85 صوتا حصل عليها على زيدان، الشخصية المستقلة الليبرالية. وخاض الانتخابات لرئاسة المؤتمر خمسة مرشحين وفاز المقريف في الدورة الثانية. ولكي ينتخب، يجب أن يحصل المرشح على مئة صوت حسب النظام الذي جرت الانتخابات على أساسه والذي اقره المجلس الخميس. وكان المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية التابعة للثورة التي أطاحت بنظام القذافي قبل أن تتسلم رسميا السلطة في البلاد بعد سقوطه، سلم السلطة إلى المؤتمر الوطني العام، في حفل سجل أول عملية انتقال سلمي للحكم بعد أكثر من أربعين عاما من الحكم الدكتاتوري. وسيكلف المؤتمر الوطني العام اختيار حكومة جديدة لتحل مكان المجلس الوطني الذي سيتم حله خلال الدورة الأولى للمؤتمر. كما سيقود البلاد إلى انتخابات جديدة على أساس دستور جديد. وفاز تحالف القوى الوطنية الائتلاف الذي يضم أكثر من أربعين حزبا ليبراليا صغيرا بقيادة مهندسي ثورة 2011 ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ب39 مقعدا من أصل 80 مقعدا مخصصة لأحزاب سياسية. و حصل حزب العدالة والبناء المنبثق عن الإخوان المسلمين على 17 مقعدا في المؤتمر. وحل حزب المقريف في المرتبة الثالثة بحصوله على ثلاثة مقاعد فقط.وقد وزعت المقاعد ال120 الباقية على مرشحين مستقلين ما زالت ولاءاتهم وقناعاتهم غامضة لكن الأحزاب تحاول استمالتهم.