تمكن الوفاق الرياضي السطايفي وهو فريق لكرة القدم على الرغم من أنه فتي مقارنة بباقي فرق النخبة الوطنية إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى 1958 من تحقيق النجاح بفضل أجيال من لاعبيه الاستثنائيين تاركا بذلك بصمته التي لا تمحى في الرياضة الجزائرية في عهد الاستقلال. فالوفاق الذي أنشيء بإرادة من الراحل لاياس الاسم الحقيقي علي بن عودة والذي اختار اللونين الأسود والأبيض بدأ يصنع الأحداث منذ عام 1963 من خلال توقيعه على "عقد حب" مع كأس الجزائر التي حطت رحالها 8 مرات بسطيف. عقد حب مع كأس الجزائر وقد نال هذا الفريق أول كأس في 12 ماي 1963 بملعب العناصر (20 أوت 1955 حاليا) وذلك على حساب تشكيلة ترجي مستغانم بنتيجة هدفين لصفر وهو النهائي الذي عاود لعبه وفاق سطيف بعد المباراة الأولى التي جرت بنفس الملعب ببضعة أيام قبل ذلك (24 أفريل) والتي انتهت بتعادل (1-1). وكان حينها الوفاق يضم في صفوفه عناصر موهوبة على غرار حارس المرمى فرشيشي والإخوة بولكفول وبوروبة ونغاش وبن قاري وماتام وكوسيم وبن محمود وخميشة. وبسنة بعدها وتحديدا في 17 أفريل 1964 نال نفس اللاعبون ثاني كأس الجزائر بنتيجة 2-1 أمام مولودية قسنطينة وذلك بعد تألق الراحل رشيد بن قاري. ومنذ ذلك التاريخ بدأ فريق الكحلة والبيضاء يتألق في عالم كرة القدم بعد أن فاز بالكأس عام 1967 في النهائي على حساب شبيبة سكيكدة بنتيجة 1-0 وذلك بعد أن أقحم في صفوفه عناصر جديدة عرفت كيف تستلم المشعل من أيدي الجيل الأول. كما كان الإخوة صالحي وفلاحي وقعقاعة وشبل عائلة ماتام في الموعد يوم 19 ماي 1968 ليهزموا ب3-2 بعد الوقت بدل الضائع نصر حسين داي التي كان يلعب لصالحها بوياحي ونازاف ووليكان وبوسلوب وباهمان في مباراة مازالت تعتبر إلى حد الآن من أحسن مباريات نهائي كأس الجزائر. أول ثنائية في الذكرى العاشرة للوفاق وستبقى سنة 1968 راسخة في الذاكرة والحوليات بعاصمة الهضاب العليا بالنظر إلى أن الفريق الذي احتفل آنذاك بعيد تأسيسه العاشر قد حقق الثنائية (الكأس ولقب البطولة) وذلك عقب موسم جيد برز فيه عبد الحميد صالحي الذي أصبح إيقونة النادي وذلك لسنوات طويلة. إثرها تراجع أداء وفاق سطيف لينتظر 12 سنة أي إلى غاية سنة 1980 ليبلغ من جديد مستوى نهائي كأس الجزائر. وقد تمكن الوفاق بتشكيلة متجددة من أبرزها شنيتي وقريش وخلفة وسعود وخلفي وعربات الذين عادوا مرة أخرى بالكأس ضمن لوازمهم وذلك بفضل هدف حققه العياشي عربات. لانتصارات في الكأس أصبحت متباعدة نوعا ما لكن الفريق الغالي على الراحل لاياس يتذكر بانتظام الذكريات الجميلة والرياضيين الجزائريين من خلال انتزاعه الكأس في 5 جويلية 1990 على حساب مولودية باتنة بنتيجة 1-0 ثم في الفاتح من ماي 2010 وذلك على حساب النادي الآخر للأوراس شباب باتنة ب3-0 وأخيرا في الفاتح من ماي 2012 على حساب شباب بلوزداد ب2-1. كل المباريات النهائية تكسب وحتى تلك الصعبة وكانت سنوات الثمانينيات والتسعينيات فترة برزت فيها مواهب أخرى على غرار عجيسة وزرقان وبولعجيلات والإخوة بن جاب الله وعصماني بالإضافة إلى سرار. وقد تمكن الوفاق السطايفي من كسب رهان جميع النهائيات وحتى منها تلك التي كانت تعتبر بأنها صعبة المنال على غرار التي خاضها أمام إتحاد الحراش عام 1980 والتي تميزت بسيطرة أبناء الحراش على المباراة. فالحديث عن وفاق سطيف دون تذكر المدرب الراحل مختار عريبي يكون بمثابة تدنيس. فاسم لعريبي على غرار لاياس يقترن حتما بفريق الكحلة والبيضاء. فهذا التقني الموهوب كان يعرف أكثر بصرامته بشأن المسائل الانضباطية إلى جانب تمتعه بالحيلة والذكاء وقوة الملاحظة. سجل ذهبي استثنائي وصيت دولي كيف يمكن عدم التطرق لعبد الحميد كرمالي المعروف ب"الشيخ" الذي كان لاعبا ومدربا لوفاق سطيف والذي يبقى لحد الآن الناخب الوطني الوحيد الذي تمكن الخضر من نيل كأس إفريقيا لسنة 1990 تحت قيادته. فبالإضافة إلى مواهبه المعترف بها في مجال التدريب يبقى كذلك أحد البارعين في انتقاء المواهب. وإذا كان عجيسة قد تمكن من البروز فإن الفضل في ذلك يرجع إلى "الشيخ" الذي انتقاه من إتحاد سطيف وعمره 24 سنة. فوفاق سطيف بعد مرور 50 سنة على الاستقلال يوجد في رصيده كذلك 5 ألقاب لبطولة الجزائر (1968 و1987 و2007 و2009 و2012) يضاف إلى ذلك لقب بطل إفريقيا للأندية البطلة (1988) ولقب بطل الأفروآسيوي (1989) ولقبي بطل عربي (2007 و2008) وكأس شمال إفريقيا للأندية البطلة سنة 2009 وكأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس عام 2010 والكأس الممتازة لاتحاد شمال إفريقيا لكل القدم عام 2010.