أحسست بالإهانة من تصرّف عجيسة لكن في الحقيقة كان يريد نصحي يعدّ حميد رحموني، المعروف في أوساط وفاق سطيف باسم ''ميدي'' والمشهور ب''الشبكة يا رحموني'' لدى مناصري مولودية الجزائر، أحد اللاعبين الذين سجلوا بصماتهم في البطولة الجزائرية، من خلال مهارته في مداعبة الكرة بالرجل اليسرى، وقوته في التوغل داخل منطقة العمليات، وكذا تسجيله لأهداف كثيرة حاسمة. رغم تقمّصه ألوان عدة فرق جزائرية، يبقى رحموني، المولود عام 1968 بسطيف، خرّيج مدرسة ''الكحلة والبيضاء''، وكانت بدايته عبر بوّابة الرياضة المدرسية بفضل الشيخ لاياس، رحمه الله، مثلما يقول رحموني: ''كنت أمارس الكرة في المدرسة التي زاولت فيها تعليمي الابتدائي، فجلبت اهتمام الشيخ لاياس الذي يعتبر مكتشف أغلب المواهب بسطيف، فلم يتوان في استدعائي للوفاق الذي أمضيت معه أول إجازة ضمن الأصناف الصغرى في موسم 80/.''81 ولا يزال ''ميدو'' يتذكر أول لقاء له مع الأكابر الذي يعود إلى موسم 87/88 حيث يقول: ''خضت أول لقاء مع الفريق الأول بملعب 8 ماي بسطيف كأساسي أمام أولمبي الشلف، وكان التوفيق حليفي، ما جعلني أضمن مكانة مع الأساسيين دون منازع''، مضيفا: ''استلهمت طريقة لعبي من عجيسة الذي تعلمت الكثير منه''، على حد قول رحموني الذي تذكر أنه في إحدى المباريات الرسمية بسطيف، تلقى تأنيبا من عجيسة الذي كان على وشك ضربه على مرأى من المناصرين ''غضبت يومها كثيرا، وأحسست بالإهانة، لكنني سرعان ما فهمت بأن عجيسة لم يكن يقصد إهانتي، بل كان يريد نصحي بعدم التوغل عرض الملعب''. استهجان أنصار ''العميد'' ضدي كان من تدبير أحد أبناء الفريق يتذكر الجميع الموسم 98/99 وما قدّمه رحموني في صفوف مولودية الجزائر، حيث يشهد مناصرو ''العميد'' على أن الفضل يعود إليه بقسط كبير في تتويج الفريق باللقب، بالنظر للعدد الهائل من الأهداف الحاسمة التي سجلها خلال ذلك الموسم، على غرار الهدف القاتل الذي توّج المولودية بدرع البطولة، عندما خطف رحموني كرة ضائعة من الحارس بوغرارة وسجل عليه الهدف الوحيد الذي أدخل البهجة لكل عشاق المولودية، وكان ذلك بملعب 19 جوان بوهران. لكن الطامة الكبرى، حسب رحموني، وقعت في الموسم الموالي، حيث قال: ''كنت مدلل المولودية، بعد أن دوّت أغنية الشاب توفيق: الشبكة يا رحموني كل الأماكن، لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب، مباشرة بعد التحاقي بالفريق للتحضير لموسم 99/2000، حيث اصطدمت بواقع مرّ، من خلال أهازيج الاستهجان الصادرة من الأنصار خلال كل حصة تدريبية اتجاهي، رفقة زميلاي بن طالب وذياب المستقدمين الجدد، ما حزّ في نفسي وجعلني أفقد تركيزي''. وأوضح قائلا: ''العملية كانت مطبوخة بين أحد اللاعبين الذين يعتبرون من أبناء الفريق، أفضل عدم ذكر اسمه، بتواطؤ مع أحد رجال الإعلام الرياضيين وتعامله بمنطق الجهوية، من خلال تكريس فكرة مولودية السطايفية في أذهان المناصرين، ما جعلني أفقد صوابي واعتديت عليه دون شعور، وكان ذلك بالملعب الملحق ل5 جويلية أمام مرأى المدرب كرمالي''. مناد في النصرية ظلمني وكان حاقدا عليّ دون أي مبرّر وبعد هذا الموسم، انتقل رحموني إلى فريق نصر حسين داي، خلال فترة الخليفة وتكوين فريق الأحلام بحسين داي، عندما اتصل به رئيس النادي آنذاك مزيان إيغيل الذي يعرفه أشدّ المعرفة، لأنه كان قد لعب تحت لوائه في المنتخب الوطني. غير أن سوء الحظ بقي يحالفه، مثلما يوضحه: ''كانت بدايتي مع النصرية جيّدة، وكنت قائد الفريق طيلة مرحلة الذهاب مع المدرب مهداوي. لكن سرعان ما انقلبت الأمور مع ذهابه وقدوم جمال مناد الذي وضعني نصب عينيه، وألزمني مقعد الاحتياط، رغم مثابرتي في العمل، إضافة إلى المساس بكرامتي، في تلميحاته داخل غرف تبديل الملابس''. ولم يجد رحموني أي تفسير لتصرّفاته سوى لكونه حرم شبيبة القبائل من اللقب، مشيرا إلى أنه فعلها كذلك مع بورحلي في اتحاد العاصمة، لكن ذلك كلفه غاليا، مثلما أضاف. كما لعب رحموني لموسمين في صفوف الملعب التونسي الذي اختاره على حساب نادي ستاندار دو لياج البلجيكي، بعد حصول الوفاق على الكأس الأفروآسيوية، معتبرا تجربته مع النادي التونسي ناجحة، حيث قال: ''أديت موسمين جيّدين مع الملعب التونسي، لكن الحنين إلى سطيف كان يراودني كل مرة، إلى أن وجدت نفسي أتعاقد مجدّدا مع الوفاق بعد إلحاح كبير من المسيّرين، وكان ذلك في موسم 97/.98 وتمكنت من تحقيق الصعود مع الفريق، والعودة مجدّدا إلى مصاف الكبار''. س. ب