صرح وزير السياحة و الصناعات التقليدية محمد بن مرادي يوم الأحد بسطيف أن الجزائر تتوفر على علامة وطنية مميزة للمنتوج المحلي في الصناعات التقليدية مما يستدعي من جميع الفاعلين في القطاع خاصة الحرفيون أن ينتظموا بطريقة تمكنهم من عرض منتجاتهم في السوق الدولية. و أضاف الوزير خلال إشرافه على افتتاح الصالون الوطني الثاني للباس التقليدي بقاعة الحفلات بوسط المدينة أن ما يقارب 500 ألف جزائري ينشطون حاليا في قطاع السياحة و الصناعة التقليدية "مما يستدعي منح اهتمام أكبر لهذا القطاع" خاصة من خلال تشجيع الإنتاج المحلي مما سينعكس إيجابيا لا محالة على ترقية الاقتصاد الوطني. وأشار بن مرادي أن قطاع السياحة يعد من بين القطاعات الحيوية في الجزائر مذكرا بأن معظم ولايات الوطن قد تعززت في السنوات الأخيرة بهياكل سياحية جديدة ما سيضمن "مستقبلا واعدا" للسياحة و الصناعة التقليدية في البلاد . كما تطرق الوزير الى "ضرورة التفكير" في إطار إستراتيجية عمل لجلب السياح الأجانب و جعل الصناعات التقليدية "كإضافة و وسيلة" لإعطاء رؤية أجمل لصورة الجزائر و هو ما يتطلب "عملا كبيرا و متواصلا" . و نوه الوزير بالمناسبة بما حققته ولاية سطيف في مجال السياحة مشيرا أنها أصبحت تستقطب مؤسسات و شركات عالمية لتسيير مؤسسات فندقية كمجموعة "ماريوت" الدولية . و طاف محمد بن مرادي خلال زيارته بأجنحة الصالون الذي يشارك فيه حوالي 60 عارضا و عارضة يمثلون أغلب ولايات الوطن يعرضون نماذج في الخياطة والطرز التقليدي الأصيل تعكس الموروث الحضاري للجزائريين. وتهدف فعاليات هذه التظاهرة الثقافية و الفنية التي عرفت كذلك حضورا لحرفيي ولايات جنوب البلاد على غرار ورقلة و بشار و الجلفة و وادي سوف إلى "ترقية المنتجات الحرفية والتقليدية وتثمين المهن اليدوية" . كما يعد هذا الصالون الوطني الذي بادرت بتنظيمه غرفة الصناعة التقليدية و الحرف لولاية سطيف بالتنسيق مع مديرية السياحة و الصناعة التقليدية و الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 29 سبتمبر الجاري "فرصة للتقارب والتعارف والاحتكاك فيما بين الحرفيين من مختلف جهات الوطن قصد تبادل الخبرات وفتح آفاق و فضاءات لتسويق منتجاتهم"-كما أشار المنظمون. و ستنظم بالموازاة مع هذه التظاهرة مسابقة وطنية لاختيار أحسن منتوج للباس التقليدي و أخرى لاختيار أحسن جناح عرض إضافة إلى تنظيم عروض أزياء و مناقشات لطرح أفكار حول عملية إنتاج أكياس قماشية للاستعمال اليومي . وقدمت للوزير أيضا شروح مفصلة حول واقع الصناعات التقليدية و الحرف و القدرات الهامة التي تتيحها المنطقة في نطاق التنمية المحلية وذلك قبل أن يقوم الوزير بمعاينة عدد من المشاريع ذات صلة مباشرة بقطاع السياحة و الصناعة التقليدية و الحرف جاري إنجازها أو هي في طريقها للتجسيد. كما أطلع الوزير على مشروع تهيئة البرجين التوأم "العالي" اللذين سيحتضنان على الخصوص بوسط مدينة سطيف فندقا فخما تابعا للسلسلة الدولية "ماريوت". وحسب الشروح المقدمة للوزير من طرف مكتب الدراسات المكلف بالمشروع فإن هذا النزل المصنف ب"4 نجوم" سيضم عند استلامه حوالي 200 غرفة و يحتوي على قاعات للمحاضرات وللممارسة الرياضات و مسبحا و مركزا تجاريا مع ضمان تقديم خدمات أخرى من الطراز الرفيع .ومن المرتقب استلامه في غضون شهر سبتمبر 2014. وسيضم هذا المشروع الضخم كذلك عشرين سكنا من طراز عال و مكاتب أعمال و محلات تجارية و فضاءا لرمي الكرات الكبرى "بولينغ" و كافتريات و فضاءات أخرى خاصة بالتسلية مما سيمكن من فتح ما لا يقل عن 1.500 منصب عمل مباشر. و بعين المكان أكد وزير السياحة و الصناعات التقليدية أن ولاية سطيف و بالنظر إلى الديناميكية و الحركية الكبيرة التي تعرفها خلال هذه السنوات الأخيرة هي "بحاجة ماسة إلى مشروع بهذا الحجم". كما زار الوزير فندقين يندرجان في إطار الاستثمار الخاص شرعا في الخدمة في 2010 و 2011 بطاقة استيعاب إجمالية تصل إلى 113 غرفة حيث طاف بطوابقهما قبل أن يعاين كذلك ورشة بناء دار للجمعيات تقدمت الأشغال بها بنسبة فاقت 80 بالمائة.