كرس الأستاذ في الطب بيار شولي الذي توفي يوم الجمعة بمونتبوليي (جنوبفرنسا) عن عمر يناهز 82 عاما اثر مرض عضال حياته للجزائر بالنضال من أجل استقلالها و انعتاقها من نير الاستعمار و بالمساهمة في تشييدها. من مواليد 1930 بالجزائر كان بيار شولي الذي اختار الجنسية الجزائرية غداة الاستقلال أحد رواد الطب الجزائري. و إبان حرب التحرير الوطني ناضل إلى جانب جبهة التحرير الوطني حيث كان مكلفا بعدة مهمات التقى خلالها بكبار قادة الثورة أمثال عبان رمضان. و يرى المؤرخ دحو جربال أن بيار شولي و زوجته كلودين "لم ينضما إلى جبهة التحرير الوطني كمجرد مناضلين في القاعدة بل قاما أيضا بالتكفل بقادة جبهة التحرير الوطني و المجاهدين و قاما بحمايتهم و معالجتهم". كما كان بيار شولي أحد مؤسسي وكالة الأنباء الجزائرية عام 1961 بتونس. و لدى تطرقه إلى بدايات هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية —خلال الاحتفال بالذكرى ال50 لتأسيسها— وصف بيار شولي هذه الفترة ب"الحرجة" ذلك أن الأمر كان يتعلق بتبليغ صوت الجزائر المكافحة إلى العالم من خلال بث الأخبار بأوسع طريقة ممكنة. و أشار حينها إلى أن وكالة الأنباء الجزائرية قدمت من خلال الأخبار التي كانت تبثها "دعما سيكولوجيا" لسكان مدن و قرى الجزائر. كما كان بيار شولي ضمن فريق التحرير بجريدة المجاهد عميد الصحافة الوطنية المكتوبة. و بعد الاستقلال قام بيار شولي الأخصائي الكبير في الأمراض الصدرية و التنفسية بتكوين عدة أجيال من الأطباء الجزائريين و كان خبيرا في مكافحة مرض السل. و بفضل تفانيه و كفاءته تقلد مناصب عليا بوزارة الصحة كما مكنته خبرته العالية من العمل كمستشار بالمنظمة العالمية للصحة. و شغل بيار شولي منصب نائب رئيس المرصد الوطني لحقوق الإنسان و عضو بالمجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي. و كتب رضا مالك —الناطق الرسمي لوفد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في مفاوضات إيفيان— أن الزوج شولي يعد "رمزا من رموز النضال التحريري و شهادة حية عن عظامة الثورة الجزائرية التي استطاعت بشرعيتها أن تجلب إليها أنصارا من أصول فرنسية".